responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 275


فقال : إلى متى ؟ وهل لذلك من غاية ؟ هيهات ! ما لمن لا يقبل على الموعظة في الوعظ من نهاية .
كلام في مجلس في غمط النّعمة :
137 - ( قال ) وسمعته ( صلع ) وقد أتي برأس يعلى بن محمّد بن صالح [1] ورأس أخيه ، فوضعا بين يديه ، فقال : هذا ممّن قال اللَّه فيه : * ( « أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْه كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ [2] » ) * ؟ . قد صنعنا به ما قد علمتوه ، أعطيناه من سلطان اللَّه ( عج ) الذي أعطاناه / ، وملَّكناه وخوّلناه وأعززناه ، وكان رأينا فيه العفو والصّفح عمّا يبلغنا عنه من غمط النّعمة وكفر الإحسان ما ظهر بالطَّاعة ، فأبى اللَّه ( عج ) لنا من أن نقرّ على المكروه والضّيم ، فأبدى عليه ما أبطنه وأظهر ما أسرّه وعجّل منه انتقامه وسلبه نعمته كعادته عندنا فيمن كان كأمثاله .
كلام في فضل الطَّاعة جرى في مجلس :
138 - ( قال ) وسمعته ( صلع ) يوما وقد دخل إليه جماعة من الأولياء والعبيد ورجال المملكة ، فأوصاهم بوصايا كان فيما حفظته منها أن قال لهم : السعيد واللَّه منكم من امتثل أمرنا وقبل عنّا . واللَّه ما هو إلَّا أن يأخذ المرء نفسه ويروّضها قليلا على طاعتنا والعمل بما يرضينا ، / فما أيسر ما يناله من ذلك حتّى ينال خير الدّنيا والآخرة . إنّ اللَّه ( عج ) قد وصل أيّام سلطاننا وظهور أمرنا بأيّام الآخرة ، فمن أحسن منكم فيها اتّصلت له سعادة الدّنيا بسعادة الآخرة واجتمع له خيرهما ، ومن غلبت عليه شهوة عاجل الدّنيا حتّى يخالف أمرنا ويعتاض منه حطاما قليلا خسر الدّنيا والآخرة . ذلك هو الخسران المبين ، حسبكم وصيّة عنّا ما تشاهدونه منّا ، فاقتدوا بنا واقتفوا أثرنا . واللَّه لو لم تجب طاعتنا واتّباع أمرنا عليكم إلَّا بإحساننا في أمور الدّنيا إليكم ، لكان من الواجب الوفاء لنا



[1] أمير تاهرت وافكان وطنجة . كان متمسكا بدعوة بني أمية ، وقتله القائد جوهر سنة 347 ه ( انظر ابن خلدون : العبر 4 / 46 ، وابن الخطيب : أعمال الاعلام 3 / 164 ، وابن عذاري : البيان 2 / 222 والناصري : الاستقصاء 1 / 198 ) .
[2] الزمر ، 19 .

275

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست