< فهرس الموضوعات > - الأئمّة شفعاء لأصحابهم إذا صحّحوا نيّاتهم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - بعض الأولياء لا يقبلون على الحكمة فيغضب المعزّ عليهم < / فهرس الموضوعات > وأنت / خلف رسول اللَّه ( صلع ) فينا ومفزعنا لاستغفارنا من ذنوبنا وتقصيرنا وظلمنا لأنفسنا . فقال : ذلك يكون مع ما قدّمنا من تصحيح النّيات ، وإلَّا فقد أخبرك اللَّه ( عج ) عن قوم سألوا رسول اللَّه ( صلع ) أن يستغفر لهم عن غير نيّة فلم يغفر لهم ، فقال : * ( « سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرابِ : شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) * . . . الآية [1] » . قلت : قد يعلم الطبيب من حال العليل ما لا يعلمه العليل من نفسه ، ومولانا أعلم بدائنا ودوائنا . قال : أجل ، إنّ العليل إذا قبل عن الطبيب ما يأمره من أخذ الغذاء والدّواء شفي بإذن اللَّه ، وإن / خالف هلك . فأنتم إن قبلتم منّا سعدتم ونجوتم وصرتم إلى الرّاحة الطَّويلة والبقاء الدّائم ، وإن خالفتمونا أهلكتم أنفسكم بخلافنا . فقال بعض من حضر : فضل مولانا ورحمته يسعنا وما نرجو غير ذلك . فقال : إنّ اللَّه ( عج ) يقول : * ( « ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [2] » ) * . فمن اتّقى منكم فليرج رحمته وفي مثل ذلك : ( قال ) وانقبض ( صع ) عن الأولياء بعض الانقباض ، وجرى ذكر ذلك فاسترحمته واسترفقته واستعطفته ، فقال ( عم ) : واللَّه ما هم بأرغب منّي في صلاحهم وبلوغهم نهاية آمالهم ، ولكنّي لم أجد منهم من ذلك ما أردته ، ولو وجدته فيهم لوجدوا عندي خير الدّنيا / والآخرة . ولقد أقبلت فما أقبلوا ودعوت فما أجابوا . فما كنت أنت صانعا بولدك لو أسلمته إلى المكتب فتركه وأقبل على اللَّعب بالكلاب ؟ قلت : كنت أجهد نفسي في تقويمه وتعليمه ولا أدعه لاختياره .