ولم ينفصل عنه عند انتقاله إلى مصر ، ورغم نزارة أخباره في الفترة الإفريقيّة ، فإنّا نجده فيمن حضر مع الأستاذ جوذر وفاة القائد ميسور الصقلبيّ الخادم بقصر مياسر خارج برقة [1] وهم في الطريق إلى البلاد المصريّة سنة 362 ه . ثم نراه بعد ذلك في مصلَّى القاهرة الذي بناه جوهر وهو جامع الأزهر فيما بعد ، في أوّل صلاة للعيد يقيمها الخليفة المعزّ ، فكان خلفه يبلَّغ التكبير . ونجده أيضا مع القائد جوهر وراء الخليفة في زيارته للأسطول بالمقس [2] . وانصرفت جهود النعمان في القاهرة عاصمة الخلافة الجديدة إلى تركيز القضاء والعناية به بالرّغم من أنّه لم يكلَّف رسميّا بخطَّة القضاء ، وقد ظلّ فترة من الوقت بسكن الفسطاط ( مصر ) ويغدو منها إلى القاهرة [3] حتى انتقل إليها . وكانت وفاته كما أسلفنا سلخ جمادى الثانية 363 ه مشارفا للثمانين أو موفيا عليها . وكان في أواخر أيّام المنصور قبل الهجرة إلى مصر يشكو الكبر وقرب الأجل [4] . وقد حزن المعزّ لموته وصلى عليه ، ودفن في داره بالقاهرة [5] . مؤلَّفات النعمان : لم تصلنا كتب النعمان كلَّها ، ولم يبق منها سوى عشرين كتابا ، مع اختلاف عند الباحثين في عددها وأسمائها وصحّة نسبتها إليه : يذكر له إيفانوف اثنين وأربعين كتابا ، وفيضي يحصي منها أربعة وأربعين ، في حين أنّ فهرسة المجدوع لم تثبت إلَّا ثمانية عشر عنوانا . ونقتصر هنا على عرض المطبوع منها ، وهي :
[1] سيرة الأستاذ جوذر 147 وكان المعز قد نزل هذا القصر في جمادى الأولى سنة 362 ه . انظر المقريزي : اتعاظ 1 : 134 . [2] المقريزي : اتعاظ 1 : 138 - 139 . [3] ابن حجر : رفع الاصر ( ذيل الولاة والقضاة للكندي 587 ) . [4] المجالس ص 546 وما بعدها . [5] المقريزي : الاتعاظ 1 : 149 .