للولد ، « وقد تاقت نفسهما إلى ما هو أحسن منهما وإلى التزويج ، فعاق أنّ أباهما لم ينظر لهما في مساكن [1] » ، فنجد المعزّ يعبّر عن دهشته لهذا التأخير . ويعاتب النعمان عتابا رقيقا بقوله : « إلى متى يكون هذا ؟ واللَّه لئن لم يفرحا ولم يسرّا في أيّامنا وإقبالنا عليك وعليهما ، « ويسرّ كذلك جميع أوليائنا ، فأنّى كانت لهما مسرّة مثلها [2] ؟ ! » . ويحدّثنا النعمان مرة أخرى أنّ المعزّ : « أقطع أولياءه مواضع يبنون فيها بالمنصوريّة المباركة ، وكان البنون والبنات « وبعض المقرّبات سألوني في سؤال ذلك لهم ليجمع شملهم وتتقارب مساكنهم ، « ولما في ذلك من ستر الحرم عند حاجتهنّ إلى التزاور والتفقّد من بعض لبعض ، « وأنس بين الجميع لبعض ، ولما نالهم في التفرّق من الوحشة والانقطاع ، ولتضايق « بعض مساكنهم ، وكون بعضهم معي في مسكن ضاق بهم لمّا اتّسع بنا فضل « وليّ اللَّه وكثرت نعمته عندنا [3] » . فرفع إليه رقعة وقّع عليها المعزّ بالإجابة ، وأمر القائد جوهرا بإنجاز ما طلب . ويمكن أن يكون هذا قد تمّ بين سنتي 358 و 360 ه نظرا إلى أن محمد بن النعمان كان متسرّيا إذ ذاك وقد نقدّر سنّه بين 18 و 20 سنة ، وهو مولود سنة 340 . وفي أيّام المعزّ كانت شخصيّة النعمان تأخذ أبعادا غير الأبعاد الرسميّة ، فلم يعد مجرّد قاضي القضاة الموظَّف ، بل أصبح يسهم في تركيز الدّعوة وفي بسط عقيدتها وتدوين فقهها . وتسجيل أمجادها وأحداثها بما جعل منه دعامة متينة للفقه الشيعيّ والفكر الإسماعيليّ . فقد أعدّ المعزّ مجلسا في قصره يلتئم إثر صلاة الجمعة ، يقرأ فيه القاضي النعمان « كتبا من علم الباطن » . « فكثر ازدحام الناس وغصّ بهم المكان ، وخرج احتفالهم عن حدّ السمّاع ، « وملأوا المجلس الذي أمر باجتماعهم فيه وطائفة من رحبة القصر ، وصاروا