responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 112


فيقتله ، وهكذا كل مسلم له قرابة في أسرى المشركين يقتله بيده حتى لا يبقى منهم أحد ، فأعرض رسول الله ( ص ) عن هذا الرأي ، تعبدا بالوحي الموافق للرحمة والحكمة " وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحي . علمه شديد القوى " لكن الجاهلين بعصمته وحكمته " لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما " كان الحق في هذه الواقعة مع عمر ( رض ) ، معتمدين في ذلك على أحاديث اختلقها بعض المنافقين من أعداء الله ، " وما أنزل الله بها من السلطان " ، " فما قدروا الله حق قدره " وقد أمعنوا في التيه وأوغلوا في الجهل وتسكعوا في تفسير قوله تعالى : " ما كان لنبي أن يكون له أسري حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم .
لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم " حيث اشتبهت عليهم في هذه الآية معالم القصد وعميت لديهم فيها وجوه الرشد ، فقالوا بنزولها في التنديد برسول الله ( ص ) وأصحابه ، حيث آثروا ( بزعم هؤلاء الجهلاء ) عرض الدنيا على الآخرة ، فاتخذوا الأسرى ، وأخذوا منهم الفداء قبل أن يثخنوا في الأرض وزعموا أنه لم يسلم يومئذ من الخطيئة إلا عمر رضي الله عنه ، وإنه لو نزل العذاب لم يفلت منه إلا ابن الخطاب ، ورووا في ذلك من الروايات الموضوعة ما شاءه جهلهم ، واقتضاه نفاق الواضعين وعداوتهم .
وكذب من زعم أنه ( ص ) اتخذ الأسرى وأخذ منهم الفداء قبل أن يثخن في الأرض ، فإنه بأبي وأمي إنما فعل ذلك بعد أن أثخن في الأرض ، وقتل صناديد قريش وطواغيتها ، كأبي جهل وعتبة وشيبة والوليد وحنظلة إلى سبعين من رؤوس الكفر وزعماء الضلال ، كما هو معلوم بالضرورة الأولية ، فكيف يمكن بعد هذا أن يتناوله ( ص ) اللوم المذكور في الآية ( تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ) ؟ !
والصواب أن الآية إنما نزلت في التنديد بالذين كانوا يودون العير وأصحابه

112

نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست