نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 64
ونفذت بدقة تعليمات الصديق ووصيته ، ولم ينقسم الحاضرون عنده إلى قسمين ، بل كانوا كتلة واحدة خلفه وفي حضرته كأنهم بنيان مرصوص ، لا يعلو على صوت الصديق صوت ، إمعانا باحترامه ، وإجلالا له ! ! ! مع أن الصديق ليس أكثر من صحابي جليل ، ومن حاكم عادل ، ولم يصل إلى درجة النبوة ، ولا قال أحد أنه قد وصل إلى هذه الدرجة ! ! كذلك فإن المرض قد اشتد بعمر ( رضي الله عنه ) أكثر مما اشتد برسول الله مرضه ، وتكلم عمر وأصغى له المسلمون بإجلال ولم ينقسموا بين يديه ، ونفذوا كلامه ، وأوصى ، ونفذوا وصيته ، وتحدث أثناء مرضه ما شاء أن يتحدث ، ولم يحل بينه وبين أن يقول ما يشاء حائل ، ولم يقل له أحد قط إن الفاروق ( رضي الله عنه ) هجر أو يهجر ، مع أن الفاروق ليس أبدا أكثر من صحابي جليل ومن حاكم عادل ! ! إن هذا لشئ عجاب ! ! 19 - القرآن وحده يكفي ولا حاجة لوصية النبي وقوله هذه التصورات المهزوزة عن ذات النبي جمحت بالمسلمين ، فجنحت بهم عن الطريق ، فركبوها ، وأرخوا لها العنان ، فأدخلتهم بليل الغموض والتيه ، وآفاق الهوى ، فتصوروا أن بإمكانهم أن يدركوا الرشد بدون نبي وبالقرآن وحده ، وتصوروا أن بإمكانهم أن يهتدوا ، وأن لا يضلوا إذا تمسكوا بالقرآن وحده ، بمعنى أن دور النبي محدود ، وثانوي جدا . كانت هذه التصورات وساوس خفية في الصدور ، وأفصحت عن ذاتها في مرض النبي ، وبرزت سافرة وبدون ستر ، وتبين أن لهذه التصورات أنصارا وأعوانا ، وأخيرا واجه أصحاب هذه التصورات النبي نفسه ، وانتصروا ، وانتصرت تصوراتهم . وآية ذلك وبرهانه : 1 - جاء في صحيح البخاري كتاب المرضى - باب قول المريض : قوموا عني مجلد 7 صفحة 9 دار الفكر ، وجاء في صحيح مسلم في آخر كتاب الوصية مجلد 5
64
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 64