نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 6
والكارثة أن الحاضر هو أساس المستقبل ، فلا يمكنك أن تفك الارتباط بين هذه الأبعاد الثلاثة ، لأنها خلقت متشابكة أصلا ، فكل بعد هو أساس للبعد الذي يليه . وقد تبين لي أنه لا خلاف بين القوميين العرب بأن الهاشميين هم سادة العرب ، ودرة تاجهم ، ولا خلاف بين الإسلاميين العرب بأن الهاشميين هم بطن النبي الأعظم ، وأنهم الآل الكرام الذين لا تجوز الصلاة المفروضة على العباد بغير الصلاة عليهم ، وأنهم الذين احتضنوا النبي واحتضنوا دين الإسلام ، وأن العرب مجتمعة قد حاصرتهم ثلاث سنين في شعب أبي طالب ، وأنهم أهل المودة في القربى ، وأصحاب خمس الخمس ، وأن منهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ومنهم نجوم الهدى بالنص الشرعي ، وسفن النجا بالنص ، وأنهم خير بطون بني آدم بالنص ، وهم أحد الثقلين بالنص . . . إلخ . والسؤال ما هو ضرر الأمة الإسلامية لو سلمت بحق أهل البيت بالإمارة ، واحتفظت لنفسها بمنصب الوزارة ، فأصبح الهاشميون هم الهيئة التأسيسية لوحدة الأمة الإسلامية ، ونقطة تجمعها ومحور قيادتها ، بوصفهم القاسم المشترك بين المسلمين ؟ إذا سلمت الأحزاب الدينية والجماعات التي ترفع شعار الإسلام بهذا ، فإنها تتخلى عما تسميه بمكتسباتها ، خاصة وأنه ليس بينها وبين الاستيلاء على السلطة بالقوة إلا باع أو ذراع ، فهل يعقل أن تسلم وتعطي تعبها لغيرها أي للهاشميين ؟ فترى الأحزاب ، والجماعات الدينية ، تضفي هالة من القداسة على مؤسسيها ، وترفع شعار ( النبي جد التقي ولو كان عبدا حبشيا ) وتشكك هذه الأحزاب بالبطن الهاشمي ، وبأهل بيت النبوة ، وتتجاهل النصوص الشرعية الآخذة بالأعناق ، والتي تعطيهم حق القيادة والولاية ، مما يعني أن المطلب الأساسي للأحزاب والجماعات الدينية هو الحكم ، والدين ليس أكثر من حبل يتمرجحون عليه للوصول إلى غايتهم وهو الاستيلاء على السلطة بالقوة .
6
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 6