نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 5
أما الباب الثالث : فقد تشابكت فيه الشرعية مع الوقائع التاريخية تشابكا عجيبا ، وقد حاولت أن أفك الاشتباك والتداخل بين المنظومة الحقوقية الإلهية وبين أفعال الحكام ، بحيث تكون المنظومة الإلهية كيانا حقوقيا مستقلا ، وأفعال الحكام كيانا حقوقيا آخر مستقلا ومتميزا . والعملية في غاية العسر والتعقيد ، فقد اختلطت الشرعية بالوقائع التاريخية ، ووحدت المجموعتان معا ، واستمرت هذه الوحدة 1200 عاما تقريبا . وحتى نوضح المنظومة الحقوقية الإلهية تمهيدا لإبراز الخطة الإلهية لتوحيد الأمة الإسلامية حتى تتميز بالكامل عن غيرها . وحتى نفهم خطة أهل بيت النبوة لتوحيد الأمة الإسلامية يتوجب الوقوف عليها من مصادرها النقية ، وبالتالي تمييزها بالكامل عن غيرها . وحتى نفهم خطة قادة التاريخ السياسي الإسلامي لتوحيد الأمة الإسلامية يجب الإحاطة بالحادثات التاريخية وتمييزها عن غيرها . وبذلك نضع أيدينا على ثلاثة نماذج من الخطط لتوحيد الأمة الإسلامية . ولا بد من التنبه إلى أن شيعة قادة التاريخ السياسي الإسلامي وهم الحزب الحاكم لم يكونوا أبدا على وفاق مع شيعة أهل بيت النبوة وهم الحزب المعارض ، فكل حزب من هذين الحزبين ينظر نظرة شك وحذر وريبة للحزب الآخر ، فحزب قادة التاريخ وهم أهل السنة يعتقدون أنهم الأحق بحكم الأمة ، وحزب شيعة أهل البيت يعتقدون أن أهل البيت هم الأحق بحكم الأمة ، ويحشر كل حزب آلاف الأدلة لإثبات صواب وجهة نظره ، وبالتالي فإنه لا يمكن علميا الركون لرأي أي حزب من هذين الحزبين بالآخر ، والمثير حقا أن كل حزب من هذين الحزبين يزعم أنه مسلح بالخطة الإلهية ، وأنه على الحق . والأصعب في البحث أنه لا بد من معرفة الماضي معرفة يقينية قدر الإمكان ، لأن الحاضر مبني على الماضي ، فالماضي هو أساس الحاضر .
5
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 5