نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 458
قال عمر : على رسلك يا ابن عباس ، أبت قلوبكم يا بني هاشم إلا غشا في أمر قريش لا يزول ، وحسدا عليها لا يحول فقال ابن عباس : مهلا يا أمير المؤمنين لا تنسب هاشما إلى الغش ، فإن قلوبهم من قلب رسول الله الذي طهره الله وزكاه ، وهم أهل البيت الذي قال الله تعالى لهم ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وأما قولك وحسدا فكيف لا يحسد من غصب شيئه ويراه في يد غيره ؟ ! فقال عمر : أما أنت يا ابن عباس فقد بلغني عنك كلام أكره أن أخبرك به ، فتزول منزلتك عندي ؟ قال ابن عباس : وما هو يا أمير المؤمنين ، أخبرني به فإن يك باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، وإن يك حقا فإن منزلتي عندك لا تزول به . قال عمر : بلغني أنك لا تزال تقول أخذ هذا الأمر منكم حسدا وظلما . قال ابن عباس : أما قولك يا أمير المؤمنين حسدا ، فقد حسد إبليس آدم فأخرجه من الجنة فنحن بنو آدم المحسود ، وأما قولك ظلما فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو ؟ ثم قال ابن عباس : يا أمير المؤمنين ألم تحتج العرب على العجم بحق رسول الله ، واحتجت قريش على سائر العرب بحق رسول الله ، فنحن أحق برسول الله من سائر قريش . فقال عمر : قم الآن فارجع إلى منزلك ، فلما قام ابن عباس هتف به عمر : أيها المنصرف إني على ما كان منك لراع حقك . فالتفت ابن عباس فقال : إن لي عليك يا أمير المؤمنين وعلى كل المسلمين حقا برسول الله ، فمن حفظه فحق نفسه حفظ ، ومن أضاعه فحق نفسه أضاع ، ثم مضى . فقال عمر لجلسائه : واها لابن عباس ما رأيته لاص أحدا قط إلا خصمه . 43 - تحليل سريع لهذه المحاورة 1 - عمر ( رضي الله عنه ) يصرح بأن بطون قريش كرهت الترتيب الإلهي الذي جمع لآل محمد النبوة والخلافة معا . 2 - إن هذا الترتيب الإلهي مجحف بحق البطون لأنه يعطي الهاشميين النبوة والخلافة وهم بطن من بطون قريش ، ويحرم كل البطون الباقية من الفضلين معا .
458
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 458