نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 457
هذا من جهة ، ومن جهة ثانية فإن زعيم المنافقين عبد الله بن أبي قال : ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) يقصد أنه هو العزيز وأن رسول الله هو الأذل ! ولما اقترح عليه بعض أصحابه أن يقتل عبد الله بن أبي قال ( كيف يقال إن محمدا يقتل أصحابه ) ! ! ! تلك هي طبيعة العظمة المحمدية ، رجل فهم حقيقة الحياة ، واستوعب المنظومة الإلهية ، فهو لا يعاقب على النوايا ، وهو لا يكمم الأفواه ، ولا يصادر حقوق الإنسان ، ولا يقع في الظلم ، لقد أقام دولته لرفع الظلم ، وإشاعة العدل ، ورد الحرية للإنسان . 42 - تبريرات عمر لأفعاله أجمع تبريرات عمر لأفعاله الحديث الذي جرى بينه وبين ابن عباس أثناء خلافة عمر ، وأثبت بأدناه النص الحرفي لهذه المحاورة ، وكما ذكرها علامة المعتزلة بن أبي الحديد . ( قال عمر : يا ابن عباس أتدري ما منع قومكم منكم ؟ قال ابن عباس : لا يا أمير المؤمنين ، قال عمر : لكني أدري ، قال ابن عباس : ما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر : كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فتجحفوا جحفا ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت ! قال ابن عباس : أيمط أمير المؤمنين عني غضبه فيسمع ؟ قال عمر : قل ما تشاء ، قال ابن عباس فقلت : أما قول أمير المؤمنين إن قريشا كرهت ، فإن الله تعالى قال لقوم ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) وأما قولك إنا كنا نجحف ، فلو جحفنا بالخلافة جحفنا بالقرابة ، ولكننا قوم أخلاقنا مشتقة من خلق رسول الله الذي قال الله تعالى له ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقال له ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) وأما قولك فإن قريشا اختارت فإن الله تعالى يقول ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ) ولقد علمت يا أمير المؤمنين أن الله اختار من خلقه لذلك من اختار ، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها لوفقت وأصابت قريش .
457
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 457