نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 446
وشكلت هذه البطون جيشا حارب النبي ثماني سنوات ، ثم سلمت مكرهة بنبوة محمد الهاشمي ، وعندما أعلن النبي ولاية علي استكثرت هذه البطون على الهاشميين أن يجمعوا النبوة والملك ، وأن يحوزوا الفضلين معا ، ولكن تجربة هذه البطون الطويلة مع النبي ، وحروبها المتوالية مع الولي علمتها أن لمعصيتها ضريبة لا تقوى تلك البطون على دفعها مرتين ، لذلك سلمت بالأمر بالواقع ، واختارت الدعة وتمنت لو أن أقدارا خفية تغير على الأقل ولاية علي الهاشمي بعد أن أصبحت نبوة النبي قدرا من الأقدار لا طاقة على تغييره ! ! ! وبالتالي فإن البطون مهيأة نفسيا لمناصرة أي فارس يخرج من بين الصفوف ويتمرد على هذه الترتيبات التي جمعت للهاشميين النبوة والخلافة . ولا ريب بأن بطون قريش لم تعارض هذا الترتيب علنا أثناء حياة الرسول . 30 - البطون تعقد الآمال على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لقيادتها أبو بكر شخصية مرموقة ، وبانتصار دعوة الإسلام أصبح عميد بطن بني تيم بغير منازع ، وذاع صيته أثر هجرته مع النبي ، وعلا مقامه لمصاهرته للنبي ، حيث تزوج ابنته عائشة ، وأسلم على يديه ثمانية من أولئك الذين قال عمر بن الخطاب عنهم بأنهم من المبشرين في الجنة ، وحصر القيادة فيهم . إنه لا يعقل أن يترأس الولي علي على أبي بكر ، صحيح أن هاشما وبكل الموازين خير من تيم ، وأن عليا كنفس رسول الله ولا يؤدي عن الرسول إلا علي كما أخبر رسول الله أبا بكر بالذات عندما أخذ منه سورة براءة وأعطاها لعلي ، ولكن أبا بكر رجل كبير السن وعلي فتى ، فهل من المعقول أن يترأس هذا الفتى على مشيخة قريش ؟ وهل من المعقول أن يكون هذا الترتيب من الله ؟ أم المعقول أنه ترتيب خاص رتبه النبي من تلقاء نفسه ؟
446
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 446