نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 447
ثم إن النبي بشر يتكلم في الغضب والرضا ، فهل ينبغي أن تحمل كل أقوال النبي على محمل الجد والتصديق ؟ هذه الأسئلة وعشرات من أمثالها كانت تتجاوب في نفس أبي بكر ، ولكن الرجل ميال للآخرة ، ومفضل للآجلة على العاجلة ، يؤثر السلامة ، ويكره المواجهة ، ويحب رسول الله حقا ، فلم يبد أي اعتراض علني على ولاية الإمام علي يوم أعلنها النبي في غدير خم ، بل وبادر مع عمر بن الخطاب وقدما التهاني للإمام . ولكن التساؤلات السابقة لم تبرح خياله ، ولم تغادر نفسه ، وهو مهيأ نفسيا لقبول فارس من عالم الغيب يقوده مع بطون قريش للخروج على هذا الترتيب ، لكنه ليس مستعدا أن يقود المواجهة مع علي خاصة ، ومع أهل البيت الكرام عامة ، إكراما للنبي ، واحتياطا لدينه . 31 - العملاق عمر بن الخطاب لنفترض أن بطون قريش كلها سلمت بحق علي بالولاية ، وأيدت مبدأ جمع الهاشميين للنبوة والخلافة ، فهل يقبل عمر بن الخطاب بهذا ؟ وهو ابن البطون البار الذي يعلم حقيقة تفكير البطون والذي انبرى ليعبر عن مشاعر تلك البطون ، وساعده على ذلك أن صيته قد ذاع بالإسلام وأن مكانته قد ارتفعت بالإسلام ، وأن مقامه قد علا بمصاهرته لرسول الله ، ولفت الأنظار إلى ذاته بكثرة معارضاته لرسول الله ، فأصبح عميد بطن بني عدي ، وموضع ثقة كل بطون قريش التي دخلت في الإسلام يوم أحيط بها ، وموضع إعجاب الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم ، فقد تعجبوا من جرأة هذا الرجل على رسول الله . ومع هذا فإن عمر بن الخطاب على كثرة معارضاته للرسول لم يعارض عندما أعلن الرسول ولاية علي بن أبي طالب ، بل تقدم مع أبي بكر وقدما معا التهاني للولي بالولاية ، ولم يظهر أي نوع من المعاندة والمعارضة على حد علمي ، فقد اكتشفت بأن
447
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 447