نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 441
وخلصت هذه القوة إلى نظرية خطيرة مفادها : إن القرآن وحده يكفي ولا حاجة لأي شئ سواه حتى ولو كان المتكلم هو رسول الله نفسه ! ! واحتفظت القوة المتغلبة لنفسها . بحق تأويل وتفسير هذا القرآن ! ! وهكذا نجحت القوة المتغلبة بإخراج شخصية الرسول وقوله وفعله وتقريره عن التأثير على مجريات الأحداث السياسية ، حيث فكت الوحدة العضوية بين القرآن الكريم وبين النبي العظيم ، وأبقتها بالحدود التي أرادتها ، بعد أن فرغت هذه الحدود من مضامينها ! 21 - نفس الخطة كذلك فإن القوة المتغلبة فرقت بين الإمامة كشخصية معنوية ومؤسسة شرعية ، وبين الإمام كشخص مخصص إلهيا وشرعيا للقيام بأعباء الإمامة بعد موت الرسول ! فزعمت القوة المتغلبة أن الإمام الشرعي حديث السن ، وأن مشيخة قريش أقدر منه على تولي مصالح المسلمين ، ثم قالت في ما بعد إن شخص من يتولى الإمامة أمر متروك للمسلمين ، حيث يؤمرون من شاءوا بالشورى ! ! ! وهكذا فكت الارتباط والتكامل بين مؤسسة الإمامة وبين الإمام الشرعي ، وقالت إن الإمامة وحدها تكفي ، ولا حاجة للإمام الشرعي ، تماما كشعار ( حسبنا كتاب الله ) الذي رفع بمواجهة الرسول نفسه ! وبما أن القرآن وحده يكفي ، ولا داعي لأي قول من الرسول ! كذلك فإنهم قالوا إن الإمامة وحدها تكفي ولا داعي لوجود الإمام المعين شرعيا ! فالقوة المتغلبة هي الأقدر على تعيين إمام يخدم مصالح المسلمين بدلا من الإمام الشرعي ! وباختصار انفك الارتباط والتكامل بين مؤسسة الإمامة وبين شخصية الإمام الشرعي ، وكرست القوة المتغلبة كل إعلام الدولة وكل مواردها لإثبات صواب ما فعلته !
441
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 441