نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 383
44 - الغالب الذي لم يبطر عندما غلب عمر وعين أبا بكر خليفة استقام أبو بكر ما وسعته الاستقامة ، واستقام عمر ما وسعته ذلك ، ولم يتميزا عن الناس ، بمستوى المعيشة ، فقارن الناس سيرتهما بسيرة غيرهما من الخلفاء ، وسلوكهما بسلوك غيرهما من الخلفاء ، فوجدوا الفارق عظيما ، فارتفعت أسسهم الخليفتين شعبيا إلى مستوى لا يصدق ، فقول أبي بكر وعمر وفعلهما وتقريرهما بمثابة شرع ، حتى ولو اختلفا مع الشرع بل ومع الآيات المحكمات ! فسهم المؤلفة قلوبهم المنصوص عليه بآية محكمة ألغاه عمر ، فأشار الناس بحكمته ! والرسول كان يعطي بالتساوي فميز عمر بالعطاء ، فاستحسن الناس هذا الإبداع ، ثم قال عمر لئن استقبلت من عمري ما استدبرت لأردن فضل أموال الأغنياء على الفقراء ، مع أنه هو الذي أوجد الأغنياء وأوجد الفقراء ، فهلل الناس وترقبوا خطوة عمر التاريخية ! ثم إن أبا بكر وعمر أول من أشاع بأن رسول الله خلى على الناس أمرهم ولم يعين وليا للأمة من بعده ، واكتشف الخليفتان أن ترك الأمة بلا راع دمار حقيقي ، فعهد أبو بكر وعهد عمر ، وأوجدا سنة العهد ، فجعل الناس ذلك شرعا واجب الاتباع ! بل ويكفيك أن تعلم أنه كان من واجب الخليفة أن يعلن التزامه بسنة رسول الله وسيرة الشيخين ، كأن سنة رسول الله لا تكفي ، فجاءت سيرة الشيخين لتكمل سنة رسول الله ! ! ! وإن كنت في شك من ذلك فاطلع على صورة المواثيق التي طرحها عبد الرحمن بن عوف على عثمان وعلى الإمام الشرعي علي . . . إلخ . ومن العجيب أن الناس لم يقارنوا سيرة الشيخين بسيرة رسول الله وهو نبي ، إنما قارنوا سيرتهما بسيرة غيرهما من الخلفاء ! ! !
383
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 383