نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 368
من النبي بمنزلة هارون من موسى ، وصحيح أيضا بأن الله قد أعطاه علما لدنيا ، وقوة خارقة جعلته فارس العرب والمسلمين قاطبة ، وصحيح أيضا بأن عليا داخل بآية المباهلة وهو كنفس النبي ، وهو زوج ابنته ووالد سبطيه الوحيدين ، وصحيح أن رسول الله قد أمر عليا بأن يلحق أبا بكر ويأخذ منه سورة براءة لأن جبريل قد بلغه بأنه لا يؤدي عنه إلا عليا . كل هذا صحيح ولا ينكره لا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما . ولكن بالمقابل فأن عليا من بني هاشم ، ومحمدا من بني هاشم ، فإذا أخذ محمد النبوة ، وأخذ علي الخلافة فمعنى ذلك أن النبوة والخلافة ستكونان في بني هاشم ، فماذا تأخذ البطون القريشية ! ! ! وهل هذه قسمة عادلة ! ! ! ثم من يضمن لأبي بكر وعمر وبطون قريش عدم إجحاف الهاشميين إذا جمعوا بأيديهم الخلافة والنبوة ؟ وطبيعة عمر بالذات ، وطبيعة أبي بكر تكره الإجحاف ! ! هذا من جهة ، ومن جهة ثانية فإن عليا صغير السن ، وفتى إذا ما قيس بأبي بكر وبعمر رضي الله عنهما . والعرب بطبيعتها تقدر كبر السن . والأنكى من ذلك أن علي بن أبي طالب قتل سادات العرب على الإسلام ، فهل يقبل العرب أن يتأمر عليهم الرجل الذي قتل آباءهم ! ! ! على عكس أبو بكر ، فلا علم لي أنه قد قتل شخصا واحدا خلال حرب الكفر مع الإيمان ! ! كذلك عمر فبالرغم من جرأته الفائقة حتى على الرسول نفسه ، إلا أنه لم يسجل يقينيا أنه قد قتل مشركا واحدا خلال حرب الكفر مع الإيمان . فالعرب تقبل زعامة الذي لم يقتل ، ولا تقبل زعامة الفارس الذي طبقت سمعته لأفاق ، ودوخ المشركين العرب . ذلك هو الغطاء الذي غطيت به عملية ابتزاز حق الإمام علي على حد تعبير معاوية في رسالته الشهيرة إلى محمد بن أبي بكر . وهي حجج ثابتة ، وقد وثقناها أكثر من مرة في البحوث السابقة .
368
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 368