نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 364
فها بشير بن سعد أول من بايع أبا بكر يقول للإمام علي : لو كان هذا الكلام سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان . راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة صفحة 5 وما فوق ، وراجع مجلد 6 صفحة 285 من شرح النهج نقلا عن الجوهري . وقد غلبت الأمة على أمرها ولهثت وراء وبحثت عن نصيبها من المشاركة في السلطة والمال والدنيا ، فوجدت كل ذلك في قبضة السلطة الغالبة ، فارتبطت مصالحها بمصالح الغالب كائنا من كان ، فقامت بينها وبين الغالب صلة ، تعذر على الأمة عمليا قطعها ، فإن قطعت صلتها بالغالب فقد تنازلت عن حقها ووجودها وسلمته بدون قيد ولا شرط لهذا الغالب ، وإن ناصبت الغالب العداء فهي متفرقة ، والغالب وبطانته متحدون فالمواجهة غير متكافئة ، ولا تحصد الأمة منها غير الندامة ! فتحرك موكبها في ظروف غير ملائمة طوال التاريخ ! ! 11 - عودة إلى الآثار السياسية قلنا إن النظام السياسي الإسلامي قد أجهض والنبي على فراش الموت ، وحل محله نظام سياسي بديل أسسه وبناه أولئك الذين أجهضوا النظام السياسي الإسلامي ، وانتصر النظام البديل . الذين أجهضوا النظام السياسي الإسلامي لم يقصدوا شرا إنما قصدوا الخير ، فخافوا الفتنة ، واستصغروا الإمام عليا ، وأشفقوا من إثخان الإمام في العرب ، واستكثروا أن يجمع الهاشميون النبوة والخلافة ، وقدروا أن هذا الجمع إجحاف بحق بطون قريش ، وقدروا أن النبي بشر يتكلم في الغضب والرضا ، وتصوروا أن الترتيبات الإلهية المتعلقة بمستقبل الدولة هي من اجتهاد النبي كبشر . ثم إن رئاسة الدولة أمر يهم المسلمين وحدهم . لكل هذه الأسباب استبعدوا الإمام المعين شرعا ، وأقاموا بدلا منه خليفة للنبي ، يقوم مقامه برئاسة الدين والدنيا .
364
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 364