نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 363
بالسلطة فلا بد له من رضا السلطة ، فلا أحد يحسن ترتيب أوراقه يمكنه أن يدخل بمواجهته مع السلطة ، وهكذا أخفق الإمام علي بكل محاولاته إذ انحاز الناس إلى جانب السلطة طمعا بالعافية ! وكانت للقرارات الاقتصادية التي اتخذتها السلطة بحق الآل الكرام بمثابة رسالة وتحذير لكل من تسول له نفسه بمعاندتها ، فمن هو أعظم من ورثة النبي ؟ ومع هذا حرموا من ميراثه لأنهم عاندوا السلطة ! ومن أقرب إلى النبي من فاطمة الزهراء ؟ فقد صودرت منحتها ! ومن هو أعظم مكانة من أصحاب المودة في القربى ؟ ومع هذا فقد حرموا من الخمس الوارد والمخصص لهم بآية محكمة ! بل من هو أعظم مكانة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقد منعوا كتابة حديثه في حياته ، وواجهوه مباشرة في بيته وفي مرضه وقالوا له : ( حسبنا كتاب الله ) إلى آخر ما يدمي قلب الإنسان ! ! ! وهكذا نجحت السلطة ، وفشلت كل المحاولات الرامية لنصرة الشرعية . 10 - النتيجة المدمرة لقد خلق الله هذه الأمة وإخراجها للناس ، وركب لها رأسا خاصا بها ، وبظروف مؤلمة قطع هذا الرأس ، وأبعد عن الأمة جانبا ، وتم تركيب رأس للأمة غير الرأس الذي وضعه الله لها ! صحيح أن الرأس الجديد رأس صالح من كل الوجوه ، لكنه ليس الرأس الذي خلقه الله وأعده ليكون رأسا لهذه الأمة . عندما استبعدت الأمة الرأس الذي ركبه الله لها لم نشعر بوجع يذكر ، بسبب قدرة الجراح الذي قام بالعملية الجراحية ، وبسبب كثرة التخدير ، لكن لما ذهب أثر التخدير وبرد الجرح ، أدركت الأمة أنها قد دمرت نفسها تماما ، فإنه لا يوجد في الدنيا رأس يناسبها ، إلا الرأس الذي خلقه الله لها !
363
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 363