نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 329
28 - جواب أبي بكر يا ابنة رسول الله ، لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما ، رؤوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما ، فإن عزوناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخا لبعلك دون الأخلاء ، آثره على كل حميم ، وساعده في كل أمر جسيم ، لا يحبكم إلا كل سعيد ، ولا يبغضكم إلا كل شقي ، فأنتم عترة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الطيبين ، والخيرة المنتجبون ، على الخير أدلتنا ، وإلى الجنة مسالكنا ، وأنت يا خيرة النساء ، وابنة خير الأنبياء ، صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مردودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ما عدوت رأي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا ، وإنما نورث الكتاب والحكمة ، والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر ، بعدنا أن يحكم فيه بحكمه ، وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح ، يقاتل به المسلمون ، ويجاهدون الكفار ، ويجالدون المردة ثم الفجار ، وذلك بإجماع من المسلمين لم أنفرد به وحدي ، ولم أستبد بما كان الرأي فيه عندي ، وهذه حالي ومالي هي لك وبين يديك ، لا نزوي عنك ، ولا نذخر دونك ، وأنت سيدة أمة أبيك ، والشجرة الطيبة لبنيك ، لا يدفع ما لك من فضل ، ولا يوضع من فرعك وأصلك ، حكمك نافذ في ما ملكت يدي ، فهل ترين أن أخالف في ذلك أباك . فقالت ( عليها السلام ) : سبحان الله ما كان رسول الله عن كتاب صادفا ، ولا لأحكامه مخالفا ، بل كان يتبع أثره ، ويقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته ، شبيه بما بقي له من الغوائل في حياته ، هذا كتاب الله حكما عدلا ، وناطقا فصلا يقول ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) ، ( وورث سليمان داود ) فبين عز وجل ما وزع عليه من الأقساط ، وشرع من الفرائض والميراث ، وأباح من حظ الذكران والإناث ، ما أزاح علة المبطلين ، وأزال التظني والشبهات في الغابرين ، ولا ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل ، والله المستعان على ما تصفون ) .
329
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 329