نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 289
بعد موت النبي ، حتى يخيل للإنسان لأول وهلة أن مشكلة النفاق الكبرى قد حسمت نهائيا ، وأن الخلفاء قد نجحوا في ما عجز عنه النبي نفسه ، وأن المنافقين عن بكرة أبيهم كانوا ينتظرون موت النبي ليؤمنوا ! ! ! فلما مات استقاموا عن بكرة أبيهم ! ! ! 14 - القوتان الرئيسيتان لم تنطلقا معا القوتان السياسيتان المتنافستان : بطون قريش ، وأهل البيت النبوي ، لم تنطلقا معا ولم تخطبا ود الأنصار معا . كان قادة البطون ومن والاهم يتحركون معا بحرية تامة ، يتشاورون ويخططون ، ويتنقلون ، ويقودون الواقع ويطورونه لصالح خطتهم في كل لحظة ، في الوقت الذي كان آل محمد غارقين في مصابهم الجلل ، متحلقين حول الجثمان الطاهر ، مشغولين بتجهيزه لمواراته في ضراحه الأقدس ، لم يغادروا بيت النبي ، وليس بإمكانهم أن يغادروه ، فهل من الممكن عقلا أن يتركوا النبي جنازة ودون تجهيز ، ويخرجوا لينازعوا الناس سلطانه ! ! ! هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، ولو من باب جبر الخواطر لأهل الفقيد ، فمن غير الممكن عقلا ودينا أن تقطع البطون هذا الأمر في ما بينها في غياب آل محمد ، فعلى الأقل لهم حق المشورة ، حتى ولو كانوا من الموالي ، هذا على افتراض تجاهل النصوص الشرعية التي رتبت أدق التفاصيل لعصر ما بعد النبوة ، وبينت أن الهدى لا يدرك إلا بالتمسك بالثقلين ، كتاب الله وعترة النبي أهل بيته ، وأن الضلالة لا يمكن تجنبها إلا بالتمسك بالثقلين كتاب الله وعترة النبي أهل بيته ، فكيف يمكن للبطون أن تهتدي أو تتجنب الضلالة بغياب عترة النبي وأهل بيته ؟ ! ومن جهة ثالثة ، إن المنظومة الحقوقية الإلهية قد بينت علنا وأمام جمع يزيد على مائة ألف مسلم من هو الولي من بعد النبي ، وبينت هارون موسى وهارون محمد ، بل وبينت بالنص المحكم أن عليا وحسنا وحسينا كنفس النبي تماما . ومن جهة رابعة ، فإن البطون التي صدمت قيادتها خاطر النبي الشريف ، وهو على فراش المرض قبل الموت فقالت بمواجهته : هجر رسول الله أو يهجر - حاشا له -
289
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 289