نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 238
أهل المدينة ويتركهم في ذهول مطبق ، الآل الكرام والعترة الطاهرة مشغولة بمصيبتها ذاهلة عن نفسها . كل شئ رتبته العناية الإلهية ، الدين مكتمل ، والنعمة تامة ، لم العجلة يا سيدي يا بن الخطاب ؟ قف بجانب الجثمان الطاهر ، وقدم معذرة أي معذرة ، قل بملء فيك : استغفر لي يا نبي الله ، ها هو الكتف ، كلنا آذان صاغية ، أكتب لنا الكتاب الذي أردت ، الكتاب الذي لن نضل بعده أبدا ! ! لم العجلة ! ! ! نودع حبيبنا ونبينا ومولانا ، ثم نجلس سوية ومعنا الثقلان كتاب الله وعترة نبيه ، ولقد سبقت كلمة الله للذين آمنوا أنهم لن يضلوا إن تمسكوا بالثقلين ! ! ! كل شئ حزين وساكن ، لقد ركع الألم كل مسلم ، وجمدت كل حركة ، إلا ابن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فقد حمل حزنه ، واتبعه من والاه ، وبدأوا بوضع الترتيبات الجديدة لعهد ما بعد النبوة . 14 - الإشاعة التي تحولت إلى قناعة في لحظات الألم الماحق تكثر الشائعات ، وتروج التقولات ، وقد أشيع أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ترك أمته ولا راعي لها من بعده ، وترك دينه ، وترك كتاب الله دون مبين ، ثم توسعت الإشاعة في ما بعد ، فزعمت أن رسول الله لم يجمع حتى القرآن وتركه متفرقا في صدور الرجال ! ! وأمام سرعة انتشار شائعة أن رسول الله ترك أمته بغير راع ، نهد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقاد زمام المبادرة ، وقام بدور الهيئة التأسيسية لترتيب عهد ما بعد النبوة ، حتى يتدارك إشاعة أن رسول الله ترك أمته بغير راع في هذا الظرف الدقيق ، فكان همه منصبا بالدرجة الأولى والأخيرة على تنصيب الراعي الذي يرعى الأمة بعد موت النبي ، ومع أن القول بأن رسول الله ترك أمته بدون راع ، وترك القرآن بدون جمع وبدون مبين ، هذا القول مجرد إشاعة ، إلا أنه تحول بفعل وسائل إعلام الدولة إلى قناعة آمنت بها عامة الشعب ، وحملت بخيلها ورجلها على من يقول بغيرها .
238
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 238