نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 236
11 - حادثة أخرى مشابهة مرض عمر نفسه طعن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، وقال طبيبه : لا أرى أن تمسي فما كنت فاعلا فافعل ، قال لابنه عبد الله : ناولني الكتف فمحاها ، وقال من شدة الوجع : والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع ، وكان رأسه في حجر ابنه عبد الله ، فقال لابنه : ضع خدي بالأرض . فلم يفعل ، فلطمه ، وقال له : ضع خدي بالأرض لا أم لك ، الويل لعمر ولأم عمر إن لم يغفر الله لعمر . راجع الإمامة والسياسية لابن قتيبة صفحة 21 و 22 والطبقات مجلد 2 صفحة 364 ، وكتابنا النظام السياسي صفحة 119 وما فوق . وبالرغم من هذا الوجع الشديد الذي كان يعانيه ( رضي الله عنه ) فقد أوصى وصيته ، ورتب أمر الشورى ، واطمأن إلى أن عثمان هو الخليفة من بعده ، واطمأن أن لا يتسلط هاشمي على رقاب الناس ، وأمر بضرب عنق من خالف هذه التعليمات كما روى البلاذري في مجلد 5 صفحة 18 ، وكما جاء في مجلد 3 صفحة 247 من الطبقات لابن سعد . تلك حقيقة مسلم بها . والسؤال : كيف يجوز لعمر ( رضي الله عنه ) أن يكتب ما يريد ، وأن يقول ما يريد ، وأن يوصي بما يريد ، وهو على فراش الموت ، وقد اشتد به الوجع ، وينفذ قوله حرفيا ، ولا يعترض عليه أحد ، ولا يحول بينه وبين كتابة ما أراد أحد ، ويحال بين الرسول وبين كتابة ما أراد بحجة أن المرض قد اشتد به ، وبحجة أن القرآن وحده يكفي ! ! كيف يكفي القرآن والنبي موجود ، ولا يكفي القرآن والنبي غائب ! ! إن هذا لشئ عجاب ، يتعذر فهمه ! ! ولقد عالجت هذا الأمر بصور متعددة في كتابي نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام - باب القيادة السياسية ، وكذلك في كتاب النظام السياسي في الإسلام .
236
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 236