نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 195
11 - حرية رواية وكتابة كل شئ إلا حديث رسول الله في عهد أبي بكر ، وعمر ، وعثمان رضي الله عنهم ، كان بإمكان أي شخص أن يروي ، أو يكتب أي شئ ، وفي أي موضوع ، بغض النظر عن دين الراوي ، أو دين المروي عنه ، فيمكنه أن يروي أو يكتب الشعر الجاهلي ، أو الأنساب ، أو أيام العرب ، أو التاريخ ، أو المفاخرة ، أو القصص ، بل ويمكن أن يروي الأحاديث والأساطير الإسرائيلية ، كما كان يفعل كعب الأحبار ، وتميم الداري ، ولا حرج ، فهذا كله مباح ، ولا لوم ولا تثريب لا على راو ولا على مروي عنه ، ولا على كاتب . أما باب التحديث عن رسول الله فقد كان مغلقا تماما ، وباب كتابة حديث الرسول كان مغلقا أيضا . وذلك لتثبيت قناعة ( حسبنا كتاب الله ) حتى تصبح هذه القناعة عامة وشاملة وعميقة ، فيتعود المسلمون على العيش بدون نبي معتمدين على القرآن وحده . فالأسباب الحقيقية لمنع رواية حديث الرسول ومنع كتابته هي : 1 - السبب الأول : تجسيد وتعميق وترسيخ الترتيب الوضعي القائل ( حسبنا كتاب الله ) أي أن كتاب الله يغني عن أي شئ آخر ، ويغني عن قول الرسول نفسه ، لأن هذا الشعار رفع لتبرير الحيلولة بين الرسول وبين كتابة ما أراد . وفي ذلك ترويض من السلطة للرعية حتى تتعود على فراق الرسول ، والاعتماد على كتاب الله وحده . 2 - إغلاق كل الأبواب بوجه الذين يعارضون السلطة ، ويقولون إنهم أولى بالحكم من غيرهم ، لأن رسول الله نص عليهم بأنهم قادة الأمة ومرجعيتها ، فترك أبواب التحديث عن رسول مفتوحة أمر يحرج السلطة ، وقد تتمكن المعارضة من إثبات حجتها وحقها بالحكم استنادا لأحاديث رسول الله ، وفي ذلك زعزعة للاستقرار ، وهز لكيان الدولة التي يتربص بها أعداؤها الدوائر ، وبالتالي تفتيت لوحدة الأمة بذلك الظرف العصيب ، فكان إغلاق باب التحديث عن رسول ضربة معلم !
195
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 195