نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 170
العادي ، فكيف عندما يكون المريض نبيا ورئيس دولة ؟ ! ! ! فمحمد نبي من أول يوم أعلنت فيه نبوته وحتى جاد بآخر نفس طاهر ، ودخل قائمة الخالدين كنبي ، وهو رئيس دولة الإسلام ، وولي أمر المسلمين ، من تاريخ إعلان دولته المباركة حتى فارق هذه الدنيا الفانية بموته ، بمعنى أنه لم يرفع اسمه من قائمة الأنبياء ، ولم يعزل من رئاسة الدولة ، ولم يقل أحد أنه ليس مسلما ! فما الذي يمنعه من أن يوصي ، أو أن يقول ما يريد ؟ ! ! ! ثم ما هي مصلحة المسلمين بالحيلولة بين هذا المسلم ، وهذا النبي ، وهذا الإمام ، وبين كتابة وصيته ، أو أن يقول ما يشاء ! سوى شئ واحد هو أن هذه الحيلولة بينه وبين كتابة ما أراد ليست إلا نذر العاصفة ، ونذر الشؤم على هذه الأمة ، وانفراط عقد الائتلاف ؟ لو أن مريضا عاديا أراد أن يتكلم قبل موته ، فجاء أحد أولاده أو أصدقائه فشوش عليه ، وحال بينه وبين ما أراد قوله لأثار استنكار جميع الحاضرين ، وجر على نفسه مقتهم ، ولما رضي بفعلته أحد ، هذا لو كان المريض شخصا عاديا ، فكيف عندما يكون المريض نبيا وإمام دولة ؟ ! ! الإنسان - أي إنسان - بطبعه لا يميل إلى تصديق ذلك ، ولا يعتقد نفسيا بإمكانية حدوث ذلك ، ولكن ذلك حدث وللأسف ، والذين حالوا بين النبي وبين كتابة ما أراد هم الذين سادوا ، ففارقوا النبي واختلفوا معه ، وأخذوا بالقرآن وحده ، فاهتزت الشرعية من أركانها ! ! ! 6 - التناقض وتهدم أساس الشرعية بهذا هدموا الشرعية من أساسها ، بغض النظر عن حسن النية أو سوئها ، لأن القاتل قد يقتل خطأ وقد يقتل عمدا ، وانتفاء العمد لا ينفي وقوع حادثة إزهاق الروح . الذين حالوا بين النبي وبين كتابة ما أراد بحجة أنه - حاشا له - هجر ، أو بحجة أنه اشتد به الوجع بأقل الأقوال وأخفها وطأ على النفس ، كيف يحكمون على قول النبي وهم لم يسمعوه ؟
170
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 170