responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 144


( العثور على الأعلم ، والأفهم ، والأتقى ، والأخلص ، والأفضل ، والأنسب لقيادتها ) هو عين المقصود الإلهي في هذه الناحية ، وحيث أن الله تعالى قد دلهم على بغيتهم وما يحقق مقصودهم ، فمن الطبيعي أن تحقق الوحدة بين المقصدين - مقصد الأمة ومقصد الله تعالى - ولا إشكال في هذه الحالة .
لكن يصدف أن بعض أفراد جماعات الأمة رغبة أو رهبة أو هوى ، تكره هذا الشخص المتصف شرعا بصفات الإمامة ، أو أنها لا تريده إماما لأنه صغير السن ، أو به دعابة ، أو لأنه من بني هاشم ، أو لأنه قتل كثيرا من العرب في سبيل الإسلام ، أو لأنه من أقارب النبي ، وليس من العدل أن يكون النبي والإمام من قبيلة واحدة ، فتذهب هذه القبيلة بالشرف كله ، ولا تترك شيئا لبقية القبائل ، فعندما يعلن الإمام الشرعي القائم ولي عهده يتعذر على هؤلاء الأفراد والجماعات أن يجاهروا باحتجاجاتهم ، ولذا يبدؤون بالتخطيط سرا ، والتكتل ويعملون بكل استطاعتهم في حياته لكي لا يسد عليهم الطريق ، حتى إذا مات الإمام الشرعي القائم ، وانشغلت الأمة بفجيعتها ، تحرك هؤلاء الأفراد وتلك الجماعات في غفلة من الأمة ، وقدمت واحدا منها على أنه إمام .
ومن الطبيعي أن الناس ليسوا ملائكة ، وأنهم يبحثون عن المصالح بجهد أكبر من بحثهم عن المبادئ ، وأنهم بالنص الشرعي يحبون الدنيا العاجلة ، ويذرون الآخرة ، فيسارع أمثال هؤلاء إلى مبايعة المتقدم ، ويفاجئ الإمام الشرعي بهذه الوقائع ، ويقيم الحجة على الحاكم الفعلي ، ولكن الحاكم الفعلي لا يأبه بالإمام الشرعي ، ويجد الإمام الشرعي نفسه بمواجهة دولة حقيقية ، فيطلب النصر من فئات الأمة المختلفة ، فمنهم من بايع ويعز عليه نقض البيعة ، ومنهم من لا يرغب أن يدخل في صراع خاسر ومعروف النتائج حسب تحليله ، فهذه دولة والإمام الشرعي فرد ، فيقل ناصر الإمام فيسلم ، ويصبح الغالب هو الإمام ، أو الخليفة ، أو أمير المؤمنين الفعلي ، والإمام الشرعي لا حول بيده ولا قوة .

144

نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست