responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 121


قلت : ولو تكلم بهذا عامي جلف كان قبيحا ، فكيف بمن ينسب إلى العلم ؟ ! فإن المتأولين أعذر منهم لأنهم ردوا الأمر إلى اللغة ، وهؤلاء أثبتوا ساقا للذات ، وقدما حتى يتحقق التجسيم والصورة .
7 ) ومنها قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش ) الأعراف : 54 .
قال الخليل بن أحمد : العرش : السرير ، فكل سرير ملك يسمى عرشا ، والعرش مشهور عند العرب في الجاهلية والإسلام قال الله تعالى :
( ورفع أبويه على العرش ) يوسف : 100 . وقال تعالى : ( أيكم يأتيني بعرشها ) النحل : 38 .
واعلم أن الاستواء في اللغة على وجوه منها : الاعتدال . قال بعض بني تميم فاستوى ظالم العشيرة والمظلوم . أي اعتدلا ، والاستواء : تمام الشئ قال الله تعالى : ( ولما بلغ أشده واستوى ) القصص : 14 ، أي تم .
والاستواء : القصد إلى الشئ قال تعالى : ( ثم استوى إلى السماء ) البقرة : 29 . أي قصد خلقها ، والاستواء الاستيلاء على الشئ قال الشاعر :
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق ( 51 ) وقال الآخر :
إذا ما غزى قوما أباح حريمهم وأضحى على ما ملكوه قد استوى


( 51 ) وبعض المبتدعة يقولون : هذا البيت هو للأخطل وكان نصرانيا فهل تبنون عقائدكم على قول نصراني ؟ ! ونجيبهم فنقول : نحن نستدل أيضا في فهم لغة العرب من أقوال عبدة الأصنام الجاهليين فضلا عن الأخطل النصراني ، وإن السؤال المبني على نوع من التبله لن يجديكم أيها المبتدعة ، وذلك لأن الله تعالى أنزل هذا القرآن الكريم بلغة العرب الأقحاح الذين كانوا يعبدون الأوثان والأصنام فنحن إذا أتينا بأشعارهم وأرجازهم فإنما نأتي بها لنفهم المعنى المراد من الآية الكريمة التي نزلت بلغة أولئك ، وقدوتنا في ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يستنشد بعض الصحابة أبياتا لبعض الجاهليين ويقول كلما فرغ القائل من بيت : ( هيه ) حتى يأتي بالذي بعده وقد ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم . رواه أبو داود الطيالسي ص ( 179 ) . وأصحابه رضي الله تعالى عنهم قدوتنا في ذلك أيضا وهذا ابن عباس رضي الله عنهما يقول فيما روى عنه البيهقي في " الأسماء والصفات " : " إذا خفي عليكم شئ من القرآن فاتبعوه من الشعر . . " وإذا كانت المبتدعة قد سئمت قول الأخطل هذا فقد أورد لهم ابن الجوزي بيتا آخر بعده وأزيدهم بيتا ثالثا لبعض العرب فأقول : إذا ما علونا واستوينا عليهم * جعلناهم مرعى لنسر وطائر

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست