إن الساق بمعنى " النفس " وقال : ومنه قول علي رضي الله عنه لما قالت البغاة : لا حكم إلا لله فقال : لا بد من محاربتهم ولو تلفت ساقي . . .
فعلى هذا يكون المعنى يتجلى لهم ، وفي حديث أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
" يكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى فيخرون لله سجدا ، ويبقى أقوام في ظهورهم مثل صياصي البقر ، يريدون السجود فلا يستطيعون " * .
فذلك قوله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) القلم : 42 ، وقد ذهب القاضي أبو يعلى ( المجسم ) إلى أن الساق صفة ذاتية . وقال مثله في " يضع قدمه في النار " : وحكى عن ابن مسعود : ويكشف عن ساقه اليمنى فتضئ من نور ساقه الأرض ( 50 ) .
قلت : وذكر الساق مع القدم تشبيه محض ، وما ذكر عن ابن مسعود محال ، ولا تثبت لله صفة بمثل هذه الخرافات ، ولا توصف ذاته سبحانه بنور شعاع تضئ به الأرض ، واحتجاجه بالإضافة ليس بشئ لأنه إذا كشف عن شدته ، فقد كشف عن ساقه ، وهؤلاء وقع لهم أن معنى يكشف " يظهر " وإنما المعنى " يزيل ويرفع " .
قال ابن حامد ( المجسم ) : يجب الإيمان بأن لله تعالى ساقا صفة لذاته ، فمن جحد ذلك كفر .