نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 96
فأتقن أصوله [ 1 ] ، وأنه زاول القرآن بعد أن دخل في السن فحفظه في مدة يسيرة [ 2 ] - نعرف توقد ذكائه وجودة حفظه وسرعة انتقاله واستمرار حفظه لما وعاه ، ونقدر له العشرين بضعفها ، ونعلم أن نظمه للشعر لا يختلس من وقته الا قدر ما يكتبه أو يميله ، وأن تلك العوائق لم تكن لتصده عن الاشتغال بالعلم مدرسا ولا مؤلفا . وهذا يدلنا على أنه منذ قارب العشرين لم يحتج ان يتلمذ على أحد ، وأنه قد يعتمد على نفسه في التحصيل أكثر مما يتلقاه من الأساتذة ، فيكتب كتابة واثق بنفسه غير مقلد لاحد ، وحسبنا في التدليل أن نحيل على كتابه هذا . وهذا ديوان شعره الفخم إذا سبرناه لا نجده قد اضطره التكلف في بيت واحد إلى خطأ في اللغة والاعراب . مدرسته دار العلم ومكتبتها ومجمعه الأدبي . ينبؤنا ابن خلكان أنه اتخذ لتلامذته عمارة سماها ( دار العلم ) وأرصد لها مخزنا فيه جميع حاجياتهم من ماله ، وأنه عندما أهدى لهم الوزير المهلبي هدية - على كره وإباء من الشريف - لم يمد أحد منهم يدا إلى شئ منها ، وكيف يرمقها أحدهم ببصره ، وهو مكفي المئونة غني النفس صادق النية في طلب العلم . وإذا كانت العمارة للشريف والنفقة عليه والتلامذة منسوبون إليه ، فهو هو الذي يلقي عليهم إفاداته دروسا يومية متتابعة ، لان إلقاء المحاضرات غبا ، وإلقاء عهدتها إلى غيره
( 1 ) ابن خلكان . ( 2 ) ابن خلكان عن ابن جني . ويقول صاحب العمدة : انه حفظه على الكبر . وفي شرح النهج : حفظه بعد أن جاوز الثلاثين في مدة يسيرة .
ترجمة المؤلف 85
نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 96