كلمة الناشر . . في حقبة نادرة من تاريخ العلوم ، حافلة بأزاهير الآداب والفنون ، عاش نادرة زاهرة من نوادر الزمن ، السيد الشريف الرضي ، نازعا إلى أعرق المناسب والمناصب ، يتخذ مكانته العليا بين ذوي المثالة وأعيان الفضيلة : شاعرا مطبوعا متصرفا ، وكاتبا بارعا رائق الديباجة صافي الأسلوب ، محدثا فقيها مفسرا عديم النظير .
واليكم جزء من عشرة اجزاء من تفسير لمتشابهات القرآن وقد تناسى التاريخ التسعة الباقية ، وبعد حوالي عشرة قرون حصل منتدى النشر في النجف الأشرف على هذه النسخة فقام بطبعها قبل أربعين عاما ، بأحسن الحروف واتقن التدقيقات ، قليلة الأغلاط كثيرة الملاحظات الشارحة لما أجمل من ألفاظها .
وحقيق لمثل هذا السفر القيم ان يملا المكتبات - النسخة الوحيدة عن تفسير متشابه القرآن - التي حوت ألوان المعارف ، وزخرت بأشتات الطرائف ، وحفظت بين جنبيها نتائج القرائح ، وعمرت بها مجالس العلماء ، وسوامر الأدباء .
ونحن مع تقديم الشكر المتواصل إلى القائمين بطبعها لأول مرة بهذه الجودة والنضارة - نطبعها ثانية على صورتها بالأوفسيت ، دون زيادة ولا نقصان ، إلا اصلاح الأغلاط المطبعية في متن الكتاب .