responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 0  صفحه : 21


ومجاملة الحساد ، والتفكير في إرضاء فريق والنكاية بآخر ، هي التي تملا قلبه بالهم ، ولا ننس ما أثره بطبعه دور النكبة وقضية القلعة ، فقد رأينا أنه أثر حتى على خياله في النسيب ، وفوق ذلك كله ما عرفنا من حاله القلقة مع القادر العباسي . وهذه الهموم النفسية هي التي أعدته للنبوغ في الرثاء فأحسن فيه ما شاء .
حقا إن الرثاء يكون للمجاملة كما يكون للعاطفة ، ولكن بماذا نفرق بين النوعين في شعره والمتانة فيهما على السواء ؟ لولا ما نحسه من ظهور العواطف في هذا وتكلف الحزن في ذاك ، ونجد رثاءه لأبيه في ناحية ولبهاء الدولة في أخرى ولمثل ابن جني وابن السيرافي في موضع ثالث ، وكل وفاه حقه بلا مواربة ولا ممالاة . ولعلنا مع التعمق والروية نجد كافة مراثيه تتمثل فيها الأحزان النفسية بلا تكلف وتعمل ، وفي هذا تدليل على بعده عن المواربة في رثائه ، وليس لنا ان ننكر عليه تفاوت مراثيه في الاطراء وحسن الوصف ، ما دام الرجال متفاوتين بالفضيلة والمزايا الحميدة ، وبالحقوق على المؤبن ، وإذا كان بهاء الدولة هو ذلك الملك العظيم المفضل عليه ، فلا غرو إذا بالغ في الحزن عليه بقوله :
لقد جل قدر الرزء أن يبلغ البكا * مداه ولو أن القلوب دموع ولو أن قلبي بعد يومك صخرة * لبان بها وجدا عليك صدوع وهذا بالطبع تتجلى فيه العاطفة أكثر مما هي متجلية في غيره ممن ليس هو كبهاء الدولة وشرف الدولة بالعظمة والسلطان ، ومن بديع ما رثي به بعض الهاشميين من أسرته قوله :

ترجمة المؤلف 103

نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 0  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست