نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 22
لواعج أفصحت عنها الدموع وقد * كانت تجمجمها الأحشاء والضلع نزفت دمعي حتى ما تركت له * غربا يعين على دراء إذ يقع ثم اضطررت إلى صبري فعذت به * فأغرب الصبر لما أحجم الجزع ومما ينخرط في هذا السلك وينتظم بهذا العقد ما أبدع به من غرائب التخييلات الشعرية في تعزية بهاء الدولة عن ولده وهو قوله : إذا السنان الطرير دام لنا * فدعه يستبدل الأنابيبا والبدر ما ضره تفرده * ولا خبا نوره ولا عيبا وما افتراق الشبول عن أسد * بما نع أن يكون مرهوبا والعنبر الورد إن عبثت به * مثلما زاد عرفه طيبا يطيح مستصغر الشرار من الزند ويبقى الضرام مشبوبا محصت النار كل شائبة * وزاد لون النضار تهذيبا حماسته : ليس بنا حاجة إلى أن نثبت أن الشريف كان فخورا حماسيا ، لأنا رأينا أنه اختص بمزايا لا يطاوله فيها حتى الملوك والخلفاء ، وإذا رجعنا إلى تحديد كرامته اعتقدنا انه مهما صغر كبيرا من غيره فإنه لم يكبر لنفسه صغيرا البتة . وإذا كان الفخور غالبا يستعمل الكذب فيدافع عنه بصفاقته خشية الافتضاح ، فان الشريف لا نعرفه الا حقيقيا بالفخر بنفسه وآبائه ، وما كان ليقول عن نفسه ما لا يعرفه الناس وهو متمسك بمبدأ الحياء المتوفر فيه ، وهو محاط بحساد ومناوئين مسلحين بكل ما فيه نكايته والوقيعة به ، وفي بعض ما يقوله تحد لهم وتعريض بهم ، وها هو ذا يقول في عصامية نفسه :
ترجمة المؤلف 104
نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 22