نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 19
من أنها أحد فنون الشعر الذي تظهر فيه البراعة ، وفي ذكر ما عداها كفاية عن حكاية القذف وإن كان مستحقا . مبالغاته : الشريف يطري خلفاء زمانه ، ولا ننكر عليه ذلك ، إلا أن إغراقه فيه إغراقا فاحشا هو الذي ربما يؤاخذ به ، فإنه لم يكتف بالمبالغة في مدح هؤلاء حتى يتجاوز إلى ما فيه روح دينية قوية ، ويتعدى إلى الموضع الذي لا يعتقده لهم ، وذلك كقوله في الطائع : إمام ترى سلك آبائه * بعيد الرسول إماما إماما بالطائع الهادي الامام أطاعني * أملي وسهل لي الزمان مرامي لله ثم لك المحل الأعظم * واليك ينتسب العلاء الأقدم ولك التراث من النبي محمد * والبيت والحجر العظيم وزمزم وسواء كان هؤلاء مستحقين للإمامة أو أنهم بعيدون عنها فإنه يغرر بهم وبالكافة حينما يثبت لهم هذه الفضيلة الكاذبة بزعمه . وإني وإن لم أقصد الدفاع عنه لكني أرى هذا ونحوه جاريا على ما يعتقده فيهم الجماهير من استحقاق الإمامة ، وبهذا يرتفع التغرير بالممدوح لأنه لا يعتقد نقصه ، وبالناس لاتفاق عامتهم على استحقاقه ، ولذلك كان الملوك يحرصون على نيل رضا الخليفة لترى العامة أن سلطانهم مشروعا مستمدا من خلافة مشروعة . وإذا سمينا هذا النوع كذبا فلا مشاحة ولا انتقاد عليه ، لان النقد لا يتبع الاسم فقط ، إلا أن يقصد به التهويل ولا يراد به النقد الحقيقي المشروع ، ولعل هذا النوع من الكذب
ترجمة المؤلف 101
نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 19