نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 18
غرضي بمدحك أن يطاوعني * عوج بأيامي ويعتدل ثم لا يتعدى بمدحه عن هؤلاء راغبا إلا لرحم أو صديق أو عظيم من رجال الدولة ، اتباعا لقوله في أبيه : ( وغيرك لا أطريه إلا تكلفا ) ، وقوله عند إطراء الطائع : وإني إذا ما قلت في غير ماجد * مديحا كأني لائك طعم علقم ولا ننسى أن الشاعر كثيرا ما يصوغ الأكاذيب ليتوج بها من لا يستحق الثناء ، لكن لا نجد شاعرنا مطمئنا إلى هذه العادة السيئة التي تستدعي شيئا من الصفاقة تحول بينه وبين الحياء ، اما أولئك الذين يقول فيهم : أكاشر أبناء هذا الزمان * وأهزأ من نبلهم بامتداحي فهم نبلاء مستحقون لمدحه ، لأنهم الخلفاء والملوك ، إلا أنه لا يراهم أهلا لمدحه وكما أن الشريف لا يجد بدا من مدح من يستحقه ، هو مضطر لا محالة إلى ذم أعدائه ومناويه ، لأنه محاط بهم ، والكثير منهم مسلح بالمكر والخديعة والوشاية والنميمة ، وكما هو يدفع نكايتهم بيده لا بدله من الوقيعة بهم بلسانه ، ولذلك كان يسمي قصائده في المدح ولذم ( بوارد الغليل ) ويقول فيها : بوارد للغليل كأن قلبي * يعب بهن في برد النطاف أسر بهن أقواما وأرمي * أقيواما بثالثة الأثافي وبما أن تتبع أهاجيه يضطرنا إلى الإطالة تركنا التعرض لها بالرغم
ترجمة المؤلف 100
نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 18