و « غريب القرآن » ، و « معاني القرآن » ثم « إعراب القرآن » ، وكذلك صنع من جاء بعد ابن النديم . وهذا الصنيع يفهم منه أن هناك كتبا متعددة لأبى عبيدة في هذا الموضوع ، وهنا يأتي السؤال الآتي : هل ألف أبو عبيدة كتبا بهذه الأسماء ؟ أو هي أسماء متعددة والمسمّى واحد هو هذا الذي بين أيدينا الآن وهو « مجاز القرآن » ؟ والذي نظنه أن ليس هناك لأبى عبيدة غير كتاب « المجاز » ، وأن هذه الأسماء ، أخذت من الموضوعات التي تناولها « المجاز » فهو يتكلم في معاني القرآن ، ويفسّر غريبه وفي أثناء هذا يعرض لإعرابه . ويشرح أوجه تعبيره وذلك ما عبّر عنه أبو عبيدة بمجاز القرآن فكلّ سمّى الكتاب بحسب أوضح الجوانب التي تولَّى الكتاب تناولها ، ولفتت نظره أكثر من غيرها . ولعل ابن النديم لم ير الكتاب ، وسمع هذه الأسماء من أشخاص متعددين فذكر لأبى عبيدة في موضوع القرآن هذه الكتب المختلفة الأسماء . على أننا حين نذهب إلى هذا نستند إلى نصين يثبتانه فهناك عالمان من علماء الغرب الإسلامي يصرحان بالذي نظنه ففي طبقات النحويين للزبيدي : « . . . سألت أبا حاتم عن غريب القرآن لأبى عبيدة الذي يقال له المجاز [1] » ، وفي فهرس ابن خير الإشبيلي : « . . . وأول كتاب جمع في غريب القرآن ومعانيه كتاب أبى عبيدة معمر بن المثنى وهو كتاب المجاز [2] » . على أن نسخ « المجاز » تحمل هذا الاضطراب في اسم الكتاب ففي نسخة إسماعيل صائب نجد العنوان : « كتاب مجاز القرآن » في أول الجزء الأول ، وفي آخره : « النصف الأخير من كتاب غريب القرآن » . وفي نسخة مراد منلا يوجد عنوان الكتاب هكذا : « كتاب المجاز لتفسير غريب القرآن » ، وتشبهها عبارة الختام في نسخة تونس . معنى « المجاز » عند أبى عبيدة ومهما كان الأمر فإن أبا عبيدة يستعمل في تفسيره للآيات هذه الكلمات : « مجازه كذا » ، و « تفسيره كذا » ، و « معناه كذا » ، و « غريبه » ،