فأثار الفراء ( - 211 ) الذي تمنى أن يضرب أبا عبيدة لمسلكه في تفسير القرآن [1] ، وأغضب الأصمعيّ [2] ، ورأى أبو حاتم أنه لا تحل كتابة « المجاز » ولا قراءته إلا لمن يصحح خطأه ويبينه ويغيّره [3] ، وكذلك كان موقف الزجاج ، والنحاس ، والأزهريّ منه . وقد عنى بنقد أبى عبيدة على بن حمزة البصري المتوفى سنة 375 في كتابه : « التنبيهات على أغاليط الرواة » ، ولكن القسم الخاص بنقد أبى عبيدة غير موجود في نسخة القاهرة [4] . ولهذا لا نستطيع أن نقول شيئا عن قيمة هذا النقد . على أن « مجاز القرآن » على الرغم من الذي سدد إليه من نقد ظل بين الدارسين مرجعا أصيلا طوال العصور فقد اعتمد عليه ابن قتيبة ( - 276 ) في كتابيه « المشكل » و « الغريب » ، والبخاري ( - 255 ) في « الصحيح » ، ويحتاج الأمر في استفادة البخاري خاصة من مجاز القرآن إلى بيان وتفصيل أرجأت القول فيه إلى مكان آخر حيث اختصصته بدرس مفصل ، وكذلك اعتمد عليه الطبري ( - 310 ) في تفسيره وأكثر من مناقشته ومقارنة رأيه بآراء أهل التأويل والعلم ، وقد ذكرت في حواشي « المجاز » اعتراضاته على أبى عبيدة ، واستفاد منه أبو عبد اللَّه اليزيدي ( - 311 ) [5] ، والزجاج ( - 311 ) في معانيه ، وابن دريد ( - 321 ) في « الجمهرة » وأبو بكر السجستاني ( - 330 ) في « غريبه » وابن النحاس ( - 333 ) في معاني القرآن ، والأزهري ( - 370 ) في التهذيب وأبو على الفارسي في الحجة ( - 377 ) ، والجوهري ( - 391 ) في الصحاح وأبو عبيد الهروي ( - 402 ) في الغريبين ، وابن برى ( - 582 ) في حواشي الصحاح وغيرهم من المتقدمين ، ومن أهم من استفاد من كتاب المجاز من المتأخرين ابن حجر العسقلاني في « فتح الباري » . حول اسم مجاز القرآن ذكر ابن النديم كتبا لأبى عبيدة تتصل بالقرآن : « مجاز القرآن » ،
[1] تاريخ بغداد 13 / 255 . [2] مختار أخبار النحويين 111 ب - 113 ا . أخبار النحويين 61 - 62 . [3] الزبيدي ص 125 - 126 . [4] الفهرس الجديد 2 / 9 . [5] في كتابه « غريب القرآن » ، ومنه نسخة محفوظة في مكتبة كوپريلى رقم 205 .