و « تقديره » ، و « تأويله » على أن معانيها واحدة أو تكاد ، ومعنى هذا أن كلمة « المجاز » عنده عبارة عن الطرق التي يسلكها القرآن في تعبيراته ، وهذا المعنى أعم بطبيعة الحال من المعنى الذي حدده علماء البلاغة لكلمة « المجاز » فيما بعد [1] ، ولعل ابن قتيبة قد تأثر في كتابه « مشكل القرآن » بأبى عبيدة في استخدام كلمة المجاز بهذا المعنى العام [2] . منهج التفسير عند أبى عبيدة مرت الإشارة في مواطن متعددة من هذه الكلمة إلى جوانب من شخصية أبى عبيدة كانت تميزه عن معاصريه ، وتتجه به في فهم النصوص اتجاها خاصا ، وبتلك الإشارات نستغني عن إعادة الحديث في حريته في فهم النصوص ، وسعة ثقافته ونظرته إلى نص القرآن إلخ . ولكننا نضيف هنا أن مما يمتاز به أبو عبيدة في تفسيره أنه لم يتقيد بالقيود التي كانت المدرستان البصرية والكوفية تضعانها لفهم النصوص العربية ، لأن هاتين المدرستين كانت في دور التكوين ، وبهذا نجا أبو عبيدة من أن يخضع لقواعدهما . وقد عنى - في ضوء هذا التحرر - بالناحية اللغوية في القرآن ، وأكثر من الاستشهاد على الآيات بالشعر العربي ، وعنايته بالجانب اللغوي صرفته عن الاشتغال بالقصص القرآني وتفصيل القول فيه ، كما صرفته عن تتبع أسباب النزول إلا عند ما كان يقتضى فهم النص التعرض لذلك . رواية كتاب المجاز وكان حظ المجاز من رواية الناس غير قليل فقد رواه جماعة من الناس ، وليس من اليسير تحديد عدد الروايات ، ولكن المراجع احتفظت بطائفة منها نجملها فيما يلي : 1 - رواية أبى الحسن على بن المغيرة الأثرم ( - 232 ) 2 - رواية أبى حاتم السجستاني ( - 256 ) 3 - رواية رفيع بن سلمة .
[1] فتح الباري 8 / 425 . عمدة القاري 9 / 125 . إرشاد الساري 7 / 309 . [2] مشكل القرآن 7 ب ، 35 ب . القرطين 2 / 109 ، وانظر « المجاز » ص 41 .