نام کتاب : تفسير الجلالين نویسنده : السيوطي جلد : 0 صفحه : 6
جائر عقلا ، ولكنه يحتاج إلى نص يصح الاعتماد عليه في ذلك ، وليس مهما أن نعرف نوعية الألواح ، ولا أجناسها ، ولكن المهم أن نعرف ما احتوت عليه ، فبين الله سبحانه لنا ما نحتاج إليه دون غيره ، وليس في تعيينها ما يضر ولا ينفع ، ومن تساهل المفسرون في نقل نقل ذلك ، ولو أن الامر يبنى عليه حكم شعري لوقف المفسرون رحمهم الله من ذلك موقف العالم الممحص يقول : هذا صح إسناده ، وذاك ضعيف أو موضوع لا يصار إليه . ( 8 ) قوله تعالى : ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) سورة يوسف آية 24 أقول ما ذكره السيوطي رحمه الله قال به كثير من المفسرين وأنكره كثير منهم وأجمعوا قاطبة على أن يوسف عليه السلام لم يفعل المنكر ، لأنه رأى برهان ربه فاقتنع ، ولكن الهم هذا على المعنى الذي ذكره السيوطي رحمه الله أكثره الكثيرون ، حتى قال الفخر الرازي : إن يوسف عليه السلام كان بريئا من العمل الباطل ، والهم المحرم ، وهذا قول المحققين من المفسرين والمتكلمين ، وبه نقول ، وعنه نذب ، فإن الدلائل قد دلت على عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . وأما ما روي عن ابن عباس أنه جلس فيها مجلس الخائن فحاشا ابن عباس أن يقول مثل بهذا عن يوسف عليه الصلاة خ والسلام ، ولعل بعض أصحاب القصص وأصحاب الاخبار وضعوه على ابن عباس ، وكذلك ما روي عن مجاهد وغيره أيضا فإنه لا يكاد يصح بسند صحيح ، وبطل ذلك كله ، وثبت ما بيناه من براءة يوسف عليه الصلاة والسلام ه . وقد فسر همه بزجرها ووعظها ، وقيل : هم بضربها ودفعها ، وقيل : هذا كله كان قبل نبوته . وعلى كل حال ، فالهم همان : هم ثابت ، وهو ما كان معه عزم وقصد وعقيدة ورضا مثل هم امرأة العزيز ، فالعبد المأخوذ به ، وهم عارض ، وهو الخطرة في القلب ، وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم مثل يوسف عليه الصلاة والسلام ، فالعبد غير مأخوذ به ما لم يتكلم أو يعمل به ، ولو كان همه كهمها لما مدحه الله تعالى بأنه من عباده المخلصين . ( 9 ) ( وما أبرئ نفسي إن النفسي لأمارة بالسوء . . . ) سورة يوسف آية 53 . أقول : ما ذكره الامام السيوطي هنا هو أحد قولين للمفسرين ، وهو أنه من كلام يوسف عليه السلام ، وقد بين السيوطي رحمه الله تعالى أنه قاله تواضعا لله ، لأنه ما أراد أن يزكي نفسه ( فلا تزكوا أنفسكم ) فكان في قوله : ( وما أبرئ نفسي ) هضم للنفس ، وانكسار وتواضع لله عزو وجل ، فإن تبرئة النفس في مقام العصمة والتزكية ذنب عظيم فأراد إزالة ذلك عن نفسه فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين . والامام السيوطي بين أن المراد من النفس في قوله ( ان النفس ) الجنس أي النفوس من حيث هي تأمر بالسوء لا النفوس الشريفة العالية كنفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والقول الثاني للمفسرين أنه من كلام امرأة العزيز ، وعلى هذا يكون المعنى ، وما أبرئ نفسي من مراودتي يوسف عن نفسه وكذبي عليه . ( 10 ) قوله تعالى : ( حتى إذا لقيا غلاما فقتله ) سورة الكهف آية 74
مقدمة التحقيق 15
نام کتاب : تفسير الجلالين نویسنده : السيوطي جلد : 0 صفحه : 6