نام کتاب : تفسير الجلالين نویسنده : السيوطي جلد : 0 صفحه : 5
ليمحص هو ، والشيخ كان على معرفة كاملة بصحة ما قيل ، أو بعدم صحته ، ولكن العلماء كانت لهم أساليبهم ، فربما نقلوا الخبر دون تعليق وربما علقوا عليه بحسب ما يرون من الحاجة ، وفي كل ذلك كانت مقاصدهم عظيمة ورائعة ، ولا يجوز بحال الطعن فيهم ، والنقص من قدرهم ، رحمهم الله ورضي عنهم ، فإنهم على سلم فضلهم صعد الخلف . ( 4 ) قوله تعالى ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) سورة البقرة آية 124 . أقول : وإنما اختلف العلماء في الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم خليله ، لان القرآن لم يعينها ، ومن ثم تعددت الآراء فيها ، والظاهر أنها أوامر الدين ونواهيه ، فكل ما كلف به إبراهيم عليه السلام من أمر ونهي قام به أتم قيام والمضمضة والاستنشاق وغيرهما من خصال الفطرة التي ذكرها الامام السيوطي وغيره بعض من هذه الأمور . ( 5 ) قوله تعالى : ( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت . . ) سورة البقرة آية 248 . أقول : ما ذكره الشيخ الطوسي هنا هو ما ذكر عامة المفسرين عند هذه الآية ولكن الشئ الذي يلفت النظر ، هو أن التابوت كما قال الشيخ المراغي وصف في بعض الكتب بأوصاف هي غاية في الغرابة في كيفية صنيعه ، وجمال منظره ، وما تحلى به من الذهب ودخل في تركيبه من الخشب الثمينة . والأولى في هذا كله أن يترك لفظ التابوت على إطلاقه ما لم يرد نص يعتمد عليه فعندهما تعين ماهيته . ( 6 ) قوله تعالى ( كل الطعام كلا حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ) سورة آل عمران آية 93 . أقول : ما ذكره الشيخ السيوطي هنا ذكره كذلك عامة المفسرين ، ودق ورى الطبري بسنده عن ابن عباس أن عصابة من اليهود حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم ، أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا ، فطال سقمه منه ، فنذر لله نذرا ، لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن من أحب الطعام والشراب إليه ، وكان أحب الطعام إليه لحم الإبل ، وأحب الشراب إليه ألبانها ، فقالوا : اللهم نعم " . والظاهر أن المحرم كان على نوعين : ما حرمه إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة كما هو صريح هذه الآية ، وما حرمه الله عليهم بعد نزول التوراة بسبب ذنوب ارتكبوها ، كما قال تعالى : ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ) . ( 7 ) قوله تعالى : ( وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ . . ) سورة الأعراف آية 145 . أقول : ما ذكره الشيخ السيوطي هنا من وصف الألواح بأنها كانت منسدر الجنة ، أو زبرجد وزمرد ،
مقدمة التحقيق 14
نام کتاب : تفسير الجلالين نویسنده : السيوطي جلد : 0 صفحه : 5