نام کتاب : تفسير الجلالين نویسنده : السيوطي جلد : 0 صفحه : 7
أقول : ما ذكر الامام جلال الدين المحلي هنا من وصف الآلة والهيئة التي قتل بها وعليها الغلام يحتاج إلى نص يصلح للاعتماد ، ثم لا حاجة إلى معرفة ذلك ، والمهم أن صاحب موسى قتل الغلام ، والسلام . ( 11 ) قوله سبحانه ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي . . . ) سورة الحج آية 52 أقول : ذكر الامام الصباوي في حاشيته ما نصه : وما ذكره المفسر من قصة الغرانيق رواية عامة المفسرين الظاهريين ، قال الرازي : أما أهل التحقيق فقد قالوا : هذه الرواية باطلة موضوعة ، واحتجوا على البطلان بالقرآن والسنة والمعقول ، أما القرآن فبوجوه : أحدها قوله تعالى ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ) ثانيها ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي أن أتبع إليا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) ثالثها : قوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) وأما السنة فمنها ما روي عن محمد بن خزيمة أنه سئل عن هذه القصة ، فقال هي من وضع الزنادقة ، وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، فقد روى البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم وسجد المسلمون والكفار والانس والجن ، وليس فيه حديث الغرانيق وأما المعقول فمن أوجه . أحدها أنه من جوز على النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما للأوثان فقد كفر ، ثانيها لو كان الالقاء على الرسول ثم الإزالة عنه لكانت عصمته من أول الامر أولى ، وهو الذي يجب علينا اعتقاده في كل نبي ، ثالثها وهو أقوى الأوجه أنا لو جوزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعه ، ثم قال الرازي وقد عرفنا أن هذه القصة موضوعة ، وخبر الواحد لا يعارض الدلائل العقلية والنقلية المتواترة ، قال الخطيب ، ثم قال : وهذا هوا لذي يطمئن إليه القلب ، وإن أطنب ابن حجر العسقلاني في صحتها ه . ويكون معنى الآية على هذا التحقيق : ألقى الشيطان في أمنيته ، أي تلاوته شبها وتخيلات في قلوب الأمم ، بأن يقول لهم الشيطان ، : هذا سحر وكهانة ، فينسخ الله تلك الشبه من قلوب من أراد لهم الهدى ، ويحكم الله آياته في قلوبهم ، والله عليهم بما ألقاه الشيطان في قلوبهم ، حكيم في تسليطه عليهم ، ليميز المفسد من المصلح ه . ( 12 ) قوله تعالى : ( فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة . . ) سورة الشعراء آية 189 . أقول : ما ذكره المفسر هنا هو قول ابن عباس رضي الله عنهما ، فقد قال محمد بن جرير : حدثني الحارث . . حدثني يزيد الباهلي ، سألت أبن عباس عن هذه الآية ( فأخذهم عذاب يوم الظلمة ) قال : بعث الله عليهم رعدة وحرا شديدا ، فأخذ بأنفاسهم فخرجوا من البيوت هرابا ، إلى البرية فبعث الله عليهم سحابة فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة ، فنادى بعضهم بعضا ، حتى إذا اجتمعوا تحتها أرسل الله عليهم نارا . قال ابن عباس : فذلك عذاب يوم الظلة ، إنه كان عذاب يوم عظيم " . ( 13 ) قوله تعالى : ( ولها عرش عظيم ) سورة النمل آية 23 . أقول : ما وصف به الامام المحلي هذا السرير لم يرد به دليل صحيح يعتمد عليه ، والواصفون له أخذوا هذه الأوصاف من فهمهم لقوله تعالى : ( ولها عرض عظيم ) فقد وصفه الله بالعظم ، فمهما بالغوا في وصفه فإنه
مقدمة التحقيق 16
نام کتاب : تفسير الجلالين نویسنده : السيوطي جلد : 0 صفحه : 7