قدّمتما ، وإن تعجزا وتبقيا فما أمامكما شرّ لكما " ( 1 ) . . قال ابن أبي الحديد في شرحه : أمّا قوله : " يشين الكريم بمجلسه ، ويسفه الحليم بخلطته " : فالأمر كذلك ; فإنّه لم يكن في مجلسه إلاّ شتم بني هاشم وقذفهم ، والتعرّض بذكر الإسلام والطعن عليه ، وإن أظهر الانتماء إليه ( 2 ) . 7 - ومن كلام له ( عليه السلام ) في معاوية : " والله ! ما معاوية بأدهى منّي ، ولكنّه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت أدهى الناس ، ولكن كلّ غدرة فجرة ، وكلّ فجرة كفرة ، ولكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة " ( 3 ) . 8 - وفي كتاب له ( عليه السلام ) إلى زياد بن أبيه ، وقد بلغه أنّ معاوية كتب إلى زياد يريد خديعته باستلحاقه ، يصف الإمام ( عليه السلام ) معاوية بالشيطان : " وقد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزلّ لبّك ، ويستفلّ غربك ( 4 ) ، فاحذره ; فإنّما هو الشيطان : يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، ليقتحم غفلته ، ويستلب غرّته ( 5 ) " ( 6 ) . قال الدليمي ، بعد أن أورد نصوصاً أُخرى من نهج البلاغة تنحى
1 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 3 / 64 . 2 - راجع : شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 16 / 160 . 3 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 2 / 180 . 4 - يستزلّ : أي : يطلب به الزلل . واللبّ : القلب . ويستفل - بالفاء - : أي : فلّ غربك ، أي : ثلم حدّتك . والغرب - بفتح فسكون - : الحدّة والنشاط . 5 - الغرّة - بالكسر - : خلوّ العقل من ضروب الحيل ، والمراد منها : العقل الغرّ ، أي : يسلب العقل الساذج . 6 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 3 / 69 .