باجتماعهم على باطلهم ، وتفرّقكم عن حقّكم ، وبمعصيتكم إمامكم في الحقّ ، وطاعتهم إمامهم في الباطل " ( 1 ) . 5 - وقال ( عليه السلام ) في كتاب بعثه إلى معاوية : " فاتّقِ الله في ما لديك ، وانظر في حقّه عليك ، وارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته ; فإنّ للطاعة أعلاماً واضحة ، وسُبلا نيّرة ، ومحجّة نهجة ( 2 ) ، وغاية مطلبة ، يردُها الأكياس ، ويخالفها الأنكاس ( 3 ) ، مَن نكب عنها جار عن الحقّ ، وخبط في التيه ( 4 ) ، وغيّر الله نعمته ، وأحلّ به نقمته . فنفسك نفسك ! فقد بيّن الله لك سبيلك ، وحيث تناهت بك أُمورك ، فقد أجريت إلى غاية خسر ، ومحلّة كفر ( 5 ) ، وإنّ نفسك قد أولجتك شراً ، وأقحمتك غيّاً ، وأوردتك المهالك ، وأوعرت عليك المسالك " ( 6 ) . 6 - وقال ( عليه السلام ) في كتاب بعثه إلى عمرو بن العاص ، شريك معاوية في حربه لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " فإنّك قد جعلت دينك تبعاً لدنيا امرئ ظاهر غيّه ، مهتوك ستره ، يشين الكريم بمجلسه ، ويسْفَه الحليم بخلطته ، فاتّبعت أثره ، وطلبت فضله ، اتّباع الكلب للضرغام ، يلوذ بمخالبه ، وينتظر ما يلقي إليه من فضل فريسته ، فأذهبت دنياك وآخرتك ! ولو بالحقّ أخذت أدركت ما طلبت ، فإن يمكنني الله منك ومن ابن أبي سفيان أجزكما بما
1 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 1 / 65 . 2 - المحجّة : الطريق الواضح . والنهجة : الواضحة كذلك . 3 - الأكياس : العقلاء . والأنكاس : جمع نِكس - بكسر النون - وهو : الدنيء الخسيس . 4 - نكب : عول . وجار : مال . وخبط : مشى على غير هداية . والتيه : الضلال . 5 - أجريت مطيتك مسرعاً إلى غاية خسران . 6 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 3 / 36 .