مقبلات ، ويُعرفن مدبِرات ، يحمن حوم الرياح ، يُصبن بلداً ويخطئن بلداً ، ألا وإنّ أخوفَ الفتن عندي عليكم : فتنة بني أُمية ; فإنّها فتنة عمياء مظلمة - إلى قوله - : ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشيَّة ( 1 ) وقطعاً جاهلية ، ليس فيها منار هدىً ، ولا عَلمٌ ( 2 ) يرى " ( 3 ) . 2 - وقال ( عليه السلام ) من كلام له يشير فيه إلى ظلم بني أُمية : " والله ! لا يزالون حتّى لا يدعوا لله محرماً إلاّ استحلّوه ، ولا عقداً إلاّ حلّوه ، وحتّى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلاّ دخله ظلمهم ونبا به سوء رعيهم ، وحتّى يقوم الباكيان يبكيان : باك يبكي لدينه ، وباك يبكي لدنياه " ( 4 ) . 3 - وقال ( عليه السلام ) في كتاب بعثه إلى معاوية : " فسبحان الله ! ما أشدّ لزومك للأهواء المبتدعة ، والحيرة المتعبة ، مع تضييع الحقائق ، وإطراح الوثائق ، الّتي هي لله طلبة ، وعلى عباده حجّة . . فأمّا إكثارك الحِجاج ( 5 ) على عثمان وقتله ; فإنّك إنّما نصرت عثمان حيث كان النصر لك ، وخذلته حيث كان النصر له ( 6 ) " ( 7 ) . 4 - وفي كلام للإمام ( عليه السلام ) مع أصحابه المتثاقلين عن الجهاد يصف معاوية بأنّه إمام الباطل : " وإنّي والله لأظنّ أنّ هؤلاء القوم سيدالون منكم
1 - شوهاء : قبيحة المنظر . ومخشية : مخوّفة ومرعبة . 2 - علم : دليل يُهتدى به . 3 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 1 / 183 . 4 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 1 / 190 . 5 - الحِجاج - بالكسر - : الجدال . 6 - حيث كان في الانتصار لعثمان فائدة لك الآن ; إذ اتّخذته ذريعة لجمع الناس إلى غرضك ، لكن عندما كان حيّاً وكان النصر يفيده خذلته وأبطأت عنه ! ! 7 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 3 / 62 .