responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصحيح القراءة نویسنده : الشيخ خالد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 185


مقتل عثمان ، وسرّ تمنّعه ( عليه السلام ) عن موافقة الناس على بيعته أوّل الأمر ، وقد نقلنا للقارئ الكريم أيضاً تعليق الشيخ محمّد عبده على كلامه ( عليه السلام ) أعلاه ، فارجع إليه ( 1 ) .
وبالإضافة إلى ما ذُكر يمكن القول : إنّ الإمام ( عليه السلام ) أراد بتمنّعه عن موافقة الناس على بيعته أوّل الأمر ، بعد مقتل عثمان ، أن يختبر الناس ويمحَص نواياهم نحوه ; كي لا تكون بيعته فلتة ، كبيعة الّذين سبقوه ، من غير تدبّر ولا روية ، ولهذا كان يقول للناس الّذين أرادوه للبيعة ، كما جاء في النهج : " اعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، ولم أصغِ إلى قول القائل وعتب العاتب " .
وكان الهدف من ذلك واضحاً ، فالإمام ( عليه السلام ) يريد أن يلزمهم ببيعته ، فلا يقبل بعد ذلك عذر عاذر عن التخلّف عن طاعته واتّباع أوامره ( 2 ) ، لأنّ البيعة كانت عن إصرار من الناس وإلحاح عليه ، ولم تكن فلتة ، لذا تراه يقول للناس بعد ذلك - أي بعد البيعة وأخذهم بالعدل في الحكم والسوية في العطاء - : " لم تكن بيعتكم إيّاي فلتةً ، وليس أمري وأمركم واحداً ، إنّي أُريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم . . . أيّها الناس ! أعينوني على أنفسكم ، وأيم الله ! لأنصفنّ المظلوم من ظالمه ، ولأقودنّ الظالم بخزامته ( 3 ) ، حتّى


1 - وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ البيعة للنبيّ أو الإمام لا تثبت نبوته أو إمامته ، بالمعنى الّذي يفهم منه أنّ عدم مبايعة النبيّ أو الإمام من قبل الناس يلغي نبوته أو إمامته ، وإنّما البيعة هي تأكيد شرعي وعرفي للالتزام بخطّ النبوّة والإمامة ليس إلاّ ، وإلاّ فالنبوّة والإمامة ثابتتان بالنصّ الإلهي وإن أنكرتهما الناس أو جحدوا بهما ! 2 - انظر إلى خطاباته وأقواله ( عليه السلام ) في نهج البلاغة للخارجين عليه بعد البيعة ، ك - : طلحة والزبير والخوارج ومعاوية . 3 - الخزامة - بالكسر - : حلقةً من شعر تجعل في وترة أنف البعير ليشد فيها الزمام ويسهل قياده .

185

نام کتاب : تصحيح القراءة نویسنده : الشيخ خالد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست