responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصحيح القراءة نویسنده : الشيخ خالد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 119


النهج ، الأمر الّذي سنأتي على ذكره بالتفصيل بعد قليل .
أمّا الكتاب الّذي بعثه الإمام ( عليه السلام ) إلى معاوية ، والمشار إليه سابقاً ، فقد تحدّث فيه الإمام ( عليه السلام ) وفق قاعدة الإلزام ، وهي القاعدة الّتي تستعمل في مقام الاحتجاج على الخصوم وإلزامهم بما ألزموا به أنفسهم من قبل . .
بمعنى : إن كان معاوية يرى صحّة خلافة الّذين سبقوا الإمام ( عليه السلام ) وأنّ المسلمين قد بايعوهم ، فما يكون لمعاوية بعد هذا إلاّ الانصياع للأمر الّذي ألزم به نفسه ويبايع للإمام ( عليه السلام ) ; لأنّه قد بايع الإمام ( عليه السلام ) القوم الّذين بايعوا السابقين عليه ، وإلاّ فيكون ممّن اتّبع هواه فتردّى ، الأمر الّذي أشار إليه الإمام ( عليه السلام ) في نهاية رسالته إليه : ولعمري يا معاوية ! لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان ، ولتعلمنّ أنّي كنت في عزلة عنه إلاّ أن تتجنّى ; فتجنَّ ما بدا لك ( 1 ) !
وكلامه ( عليه السلام ) هنا إنّما جرى وفق مقتضى الحال ، وحسب القواعد البلاغية الّتي تلزم الإتيان للمنكِر بكلّ الوسائل الممكنة للإثبات ، وقاعدة الإلزام هنا هي إحدى الوسائل النافعة في المقام ، بل وجدنا مَن يذكر هذا الإلزام الّذي أشرنا إليه هنا ، بصريح العبارة عنه ( عليه السلام ) . .
قال الخوارزمي الحنفي في كتابه المناقب : ومن كتب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قبل نهضته إلى صِفّين ، إلى معاوية ; لأخذ الحجّة عليه : أمّا بعد . . فإنّه لزمتك بيعتي بالمدينة وأنت بالشام ; لأنّه بايعني القوم الّذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوا عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يردّ . . . إلى قوله : ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لَتجدني أبرأ قريش من دم عثمان ، واعلم إنّك من الطلقاء الّذين


1 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 3 / 7 .

119

نام کتاب : تصحيح القراءة نویسنده : الشيخ خالد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست