قال في تذكرة الخواص - عند ذكر أُم كلثوم - : وذكر جدّي في كتابه المنتظم أنّ عليّاً بعثها إلى عمر لينظرها ، وإنّ عمر كشف ساقها ولمسها بيده . قلت : وهذا قبيح والله ! لو كانت أمَة لَما فعل بها هذا ، ثمّ بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية فكيف يُنسب عمر إلى هذا ( 1 ) ؟ ! انتهى . وهناك أيضاً جملة روايات في هذا الموضوع في كتب أهل السُنّة تتبّعها السيّد العلاّمة ناصر حسين النقوي في كتابه إفحام الخصوم في نفي تزويج أُم كلثوم وفنّدها واحدة واحدة . وقد يقول قائل : ولكن أيضاً هناك روايات وردت بخصوص هذا الزواج في كتب الحديث عند الشيعة . نقول : إنّ هذه الروايات لا تنفع الدليمي أو غيره للاستدلال بها على العلاقة الحميمة بين عليّ ( عليه السلام ) وعمر ; لأنّها جميعاً تدلّ على وقوع التهديد من عمر في هذه المسألة ( 2 ) ، وهي محل تأمّل كبير عند جملة من محقّقي علماء الإمامية في أصل وقوع مثل هذا الزواج . والحاصل : إنّ الروايات الواردة في هذا الموضوع عند السُنّة والشيعة لا يخلو أمرها من تعارض واضطراب وتأمّل ، ممّا لا يمكن الجزم معه بوقوع مثل هذا الزواج . بل لنا هنا أن نسأل الدليمي وغيره : رويتم - كما في صحيح مسلم - أنّ عمر قال لعليّ ( عليه السلام ) أنّه يراه : - أي : عليّ ( عليه السلام ) يرى عمر - كاذباً آثماً غادراً خائناً ; فهل يصحّ من رجل أن يزوّج ابنته طواعية لشخص يراه :