إليها والاهتمام بها ( 1 ) . قال الدليمي : " ومن خطبة له ( عليه السلام ) : " اسألوني قبل أن تفقدوني " . ج 1 ص 182 . - قال : - فلو كان يعتقد أنّ ثمّة معصوماً بعده لَما خاف أن يفقدوه قبل أن يسألوه ، فإنّهم إن فقدوه سألوا " الإمام المعصوم " الّذي بعده ، فلا حاجة إلى هذا الخوف " ( 2 ) . أقول : قال الإمام ( عليه السلام ) ذلك لأنّه كان يعلم - كما هو الظاهر من إخباره بالحوادث والملاحم الّتي ستحدث بعده - أنّه لن يُفسح المجال للأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) بعده كما فسح له أيّام خلافته وحكمه ، وقد دلّ على ذلك كلامه ( عليه السلام ) نفسه عند ذكره لهذه العبارة بالذات ، إلاّ أنّ الدليمي اقتطع النصّ كعادته ! قال ( عليه السلام ) : " أيّها الناس ! سلوني قبل أن تفقدوني ; فلأنا بطرق السماء أعلم منّي بطرق الأرض ، قبل أن تشغَر برجلها فتنةٌ تطأ في خطامها ، وتذهبُ بأحلام قومها " ( 3 ) . وقال ( عليه السلام ) في خطبة أُخرى : " أيّها الناس ! فإنّي فقأتُ عين الفتنةِ ، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري بعد أن ماج غيهبها ، واشتدّ كَلَبُها . فاسألوني قبل أن تفقدوني ; فوالّذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء
1 - راجع : شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 19 / 205 . 2 - ص 28 . 3 - راجع : ص 257 .