المعروف بالنصب والعداء لأهل البيت ( عليهم السلام ) - وقال ابن حبّان : إنّه كان صلباً في السُنّة ( 1 ) . وأيضاً جاء في التهذيب في شأن حمّاد بن زيد ، قال ابن مهدي فيه : لم أرَ أحداً قط أعلم بالسُنّة ولا بالحديث الّذي يدخل فيه السُنّة من حمّاد ابن زيد . . . وحمّاد هذا قال ابن سعد فيه : كان عثمانياً ، وكان ثقة ثبتاً حجّة ( 2 ) . ولا نريد الخوض في هذا الباب ، أي باب توثيق حفّاظ أهل السُنّة للرواة المُبغضين والمعادين لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ; إذ له مواضعه الخاصّة ، بل الإشارة إلى أنّ هذه الوثاقة لا تستقيم مع شهادة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمبغضي عليّ ( عليه السلام ) بالنفاق ; إذ أنّ في كلمات بعضهم عبارات أكثر تصريحاً في توثيق هؤلاء الرواة مع التصريح بتحاملهم وبغضهم لعليّ ( عليه السلام ) في آن واحد . . فهذا عبد الله بن شقيق - مثلا - يقول أحمد بن حنبل عنه : ثقة ، وكان يحمل على عليّ . ويقول ابن خرّاش فيه : كان ثقة ، وكان يبغض عليّاً . أمّا ابن معين فقد قال في حقّه : ثقة من خيار المسلمين ( 3 ) . مع أنّ أهل السُنّة قد ذكروا في أوثق كتبهم - صحيح مسلم - أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قال : " إنّه لعهد النبيّ الأُمّي إليَّ أنّه لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق " ( 4 ) .