وأيضاً ثبت عن غير واحد من الصحابة قوله : ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببُغض عليّ بن أبي طالب ( 1 ) . وهذا في الواقع إشكال نطرحه على المسلمين الّذين يأتمنون هؤلاء الحفّاظ والأئمّة على دينهم ويأخذونه عنهم ، وهو : كيف استقام الأمر لأُولئك النواصب عند أئمّة الحديث هؤلاء ، واطمئنّوا لأخذ الرواية عنهم مع شهادة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليهم بالنفاق ، خاصّة إذا عُلم أنّ إحدى صفات المنافقين أنّهم : إذا حدّثوا كذبوا ؟ ! ! وهذا الفعل من هؤلاء الأئمّة يؤكّد تماماً ما نذهب إليه بشأن حقيقة التسمّي بهذه التسمية السابقة والمراد الحقيقي منها ، وهو يعد مصداقاً لقوله تعالى : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } ( 2 ) ، ولله مصائر العباد ! ! وقد سار العبّاسيون على الخطّ الّذي اختطّه الأُمويون من قبل ، وهو خطّ العداء لآل محمّد ( عليهم السلام ) ، مع أنّ العبّاسيّين جاؤوا على أشلاء الأُمويّين وللقضاء على دولتهم ، بدعوى الرضا من آل البيت ( عليهم السلام ) ، ولكن الّذي حصل أنّه ما إن استتبّت لهم الأُمور حتّى عاد خطّ النصب والعداء لأهل بيت النبوّة ( عليهم السلام ) كما كان من قبل ، بل ازداد حدّة وشدّة . . . وهذا هو شأن المنتفعين في كلّ زمان ومكان ! ذكر ابن حجر : عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : لمّا حدّث نصر بن عليّ بن صهبان بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذ بيد الحسن والحسين
1 - الرياض النضرة 3 / 190 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 139 وصحّحه ، المعجم الأوسط 2 / 328 ، كنز العمّال 13 / 106 عن الخطيب في المتّفق ، تفسير القرطبي 1 / 267 ، الدرّ المنثور 6 / 66 . 2 - سورة الإسراء ( بني إسرائيل ) : الآية 84 .