يطلقوا صفة الصلابة في السُنّة إلاّ على مَن ثبت عندهم أنّه كان عثمانياً ، أي ممّن عُرف ببُغض عليّ ( عليه السلام ) ولعنه ، والبراءة منه ، واتّهامه بقتل عثمان بن عفّان . . فهذا ابن حجر يذكر في كتابه تهذيب التهذيب : أنّ عبد الله بن إدريس الأزدي كان صاحب " سُنّة وجماعة " ، وكان صلباً في السُنّة مرضياً ، وكان عثمانياً ( 1 ) . وينقل في توثيقه لعبد الله بن عوف البصري : إنّه موثّق ، وله عبادة وصلابة في السُنّة وشدّة على البدع ; قال ابن سعد : كان عثمانياً ( 2 ) . أمّا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني - المارّ ذكره - فقد قال عنه : إنّه كان حريزي المذهب - أي : على مذهب حريز بن عثمان الدمشقي ( 3 ) ،
1 - راجع : تهذيب التهذيب 5 / 127 ; والمعروف أنّ العثمانيّين يلعنون عليّاً ويتّهمونه بقتل عثمان بن عفّان . 2 - تهذيب التهذيب 5 / 305 . 3 - عدّه الذهبي في تذكرة الحفّاظ 1 / 176 ، وسير أعلام النبلاء 7 / 76 ، والسيوطي في طبقات الحفّاظ : 78 ، وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 1 / 257 من حفّاظ الحديث ، وهو ناصبي معروف ، روى له البخاري والأربعة ، سئل عنه أحمد ابن حنبل ؟ فقال : ثقة ثقة . وقال : ليس بالشام أثبت من حريز . وثّقه ابن معين ودحيم وأحمد بن يحيى المفضّل بن غسّان والعجلي وأبو حاتم وابن عدي والقطّان . . قال ابن المديني : لم يزل مَن أدركناه من أصحابنا يوثّقونه ، كان يلعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وينتقصه وينال منه ، قال ابن حبّان : كان يلعن عليّاً بالغداة سبعين مرّة وبالعشية سبعين مرّة . راجع : تهذيب التهذيب 2 / 207 ، ميزان الاعتدال 1 / 475 ، تهذيب الكمال - ليوسف المزي - 5 / 568 ، وسير أعلام النبلاء 7 / 79 ، وتاريخ بغداد 8 / 265 . . . وفي شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 4 / 70 : عن محمّد بن عاصم ، صاحب الخانات : قال لنا حريز بن عثمان : أنتم يا أهل العراق ! تحبّون عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ونحن نبغضه . قالوا : لِمَ ؟ ! قال : لأنّه قتل أجدادي . انتهى .