فقال عمر : لولا عليّ لهلك عمر ( 1 ) . أخرج أحمد بن حنبل في مسنده : عن ابن عبّاس ، أنّ عمر تحيّر في حكم الشكّ في الصلاة ، فقال له : يا غلام ! هل سمعت من رسول الله أو من أحد أصحابه إذا شكّ الرجل في صلاته ماذا يصنع ( 2 ) ؟ خطب عمر الناس يوماً فقال : مَن أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أُبّي بن كعب ، ومَن أراد أن يسأل عن الحلال والحرام فليأت معاذ بن جبل ، ومَن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومَن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإنّي له خازن . وفي لفظ : فإنّ الله تعالى جعلني خازناً وقاسماً ( 3 ) . . قال العلاّمة الأميني في الغدير : في هذه الخطبة الثابتة المروية عن الخليفة - بطرق صحيحة ، كلّ رجالها ثقات ، وصحّحها الحاكم والذهبي - اعترف بأنّ المنتهى إليه في العلوم الثلاثة أُولئك النفر المذكورين فحسب ، وليس للخليفة إلاّ أنّه خازن مال الله ! وهل ترى من المعقول أن يكون خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على أُمّته ، في شرعه ودينه وكتابه وسُنّته وفرائضه ، فاقداً لهاتيك العلوم ، ويكون مرجعه فيها لفيفاً من الناس ، كما تنبئ عنه سيرته ؟ ! فعلامَ هذه الخلافة ؟ !
1 - فيض القدير في شرح الجامع الصغير 4 / 470 ، فتح الملك العليّ : 71 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد المعتزلي - 12 / 205 . 2 - مسند أحمد بن حنبل 1 / 190 . 3 - المستدرك على الصحيحين 3 / 305 ، 306 وصحّحه الحاكم ، السُنن الكبرى - للبيهقي - 6 / 210 ، مجمع الزوائد 1 / 135 ، المصنّف - لابن أبي شيبة - 7 / 620 ، المعجم الأوسط 4 / 127 .