النظام ، وتطبيق ما يتعلّق بذلك من أحكام ; فمنصب الخلافة ليس منصباً وجاهياً ، أو إرثاً عشائرياً ، يشغله المرء وإن افتقر للكثير من الامتيازات ! والشريعة المقدّسة قد حثّت على لزوم مراعاة الرجل المناسب في المكان المناسب ; فقد قال تعالى : { أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الْحَقِ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لايَهدي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } ( 1 ) . . وأيضاً قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " مَن استعمل عاملا من المسلمين وهو يعلم أنّ فيهم أوْلى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسُنّة نبيّه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين " ( 2 ) . أمّا عمر ; فقد منع المغالاة في مهور النساء ، وقال : مَن غالى في مهر ابنته أجعله في بيت مال المسلمين . فقامت امرأة في آخر المسجد وقالت له : أما تقرأ قوله تعالى : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيئا } ( 3 ) ؟ ! فقال : كلّ الناس أفقه من عمر ، حتّى المخدّرات في البيوت ( 4 ) . أمر عمر برجم مجنونة فنبّهه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقال : " إنّ القلم مرفوع عن المجنون حتّى يفيق " .
1 - سورة يونس : الآية 35 . 2 - المستدرك على الصحيحين 4 / 104 وصحّحه الحاكم ، السُنن الكبرى - للبيهقي - 10 / 118 ، المعجم الكبير 11 / 94 ، نصب الراية 5 / 37 ، 38 ، الجامع الصغير 2 / 567 ، كنز العمّال 6 / 25 ، 16 / 88 ، 89 ، سبل السلام 4 / 117 ، 190 ، كتاب السُنّة : 613 . 3 - سورة النساء : الآية 20 . 4 - المبسوط 10 / 153 ، سبل السلام 3 / 149 ، سنن البيهقي 7 / 233 ، المجموع شرح المهذّب 16 / 327 ، كنز العمّال 16 / 537 ، كشف الخفاء 2 / 116 بطرق متعدّدة ، الدرّ المنثور 2 / 133 يخرجه عن سعيد بن منصور وأبي يعلى بسند جيّد .